تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٣٠٠
أن عمر بن الخطاب كان يقول والله ما نعبأ بلذات العيش (1) بأن نأمر بصغار المعزى فتسمط لنا ونأمر بلباب الحنطة فيخبز لنا ونأمر بالزبيب (2) فينبذ لنا حتى إذا صار مثل عين اليعقوب (3) أكلنا هذا وشربنا هذا ولكن نريد أن نستبقي طيباتنا لأنا سمعنا الله يذكر قوما فقال " أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها " أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن المبارك (4) أنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال دخل عمر على عاصم بن عمر وهو يأكل لحما فقال ما هذا قال قرمنا (5) إليه فقال وكلما قرمت إلى شئ أكلته كفى بالمرء سرفا أن يأكل كلما اشتهى أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب نا الحسن بن علي بن زياد نا سعيد بن سليمان نا عبد الحميد بن سليمان نا أبو حازم عن نافع ابن (6) أبي نافع مولى أبي أحمد بن جحش عن أبيه أبي نافع قال قال لي أبو أحمد ليلة بعد أن صلى المغرب أي بني اذهب بي إلى عمر بن الخطاب فعرفت أنه يريد العشاء فذهبت به فاستأذن على عمر فأذن له فأجلسه عند رأسه وجلست خلفهما فدعا صاحب طعامه فقال أبتغي لأبي أحمد شيئا يتعشى فقال لا والله ما عندي شئ قال ولو رغيفين فقال بإصبعه لا والله ولا رغيف قال فالشاة التي ذبحتم اليوم بقي عندكم منها شئ قال لا لقد أكلتموها قال فرأسها ما فعل قال قد أكلوه قال فالجمجمة قال هو ذيك مطروحة قال فائتني بها قال فأتي (7) بالجمجمة قد أكل لحمها وعلى اليافوخ جلدة يابسة سوداء قال فجعل عمر يقشرها فيناوله

(١) " ما نعبا بلذات العيش " مكانه بياض في " ز ".
(٢) بالأصل: " بالزيت " تصحيف، والتصويب عن " ز "، وم.
(٣) اليعقوب: الذكر من الحجل والقطا (تاج العروس: بتحقيقنا: عقب).
(٤) رواه عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد والرقائق في باب ما جاء في ذنب التنعم في الدنيا ص 266 رقم 769.
(5) القرم، بالتحريك، شدة شهوة اللحم.
(6) بالأصل: " عن " تصحيف، والتصويب عن م و " ز ".
(7) سقطت من الأصل وم و " ز "، واستدرك عن مختصر ابن منظور.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»