تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٢٩٩
يؤكل وإنا بأرض ذات ريف وإن أميرنا يغشى وإن طعامه يؤكل قال فنكس عمر ساعة ثم رفع رأسه فقال قد فرضت لكم من بيت المال شاتين وجريبين (1) فإذا كان بالغداة فضع إحدى الشاتين على أحد الجريبين فكل أنت وأصحابك ثم ادع بشراب فاشرب قال أبو محمد يعني الشراب الحلال ثم اسق الذي عن يمينك ثم الذي يليه ثم قم لحاجتك فإذا كان بالعشي فضع الشاة الغابرة على الجريب الغابر فكل أنت وأصحابك (2) ألا وأشبعوا الناس في بيوتهم وأطعموا عيالهم فإن تجفينكم (3) للناس لا يحسن أخلاقهم ولا يشبع جائعهم ووالله مع ذلك ما أظن رستاقا يؤخذ منه كل يوم شاتان وجريبان إلا يسرع ذلك في خرابه أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن مروان نا محمد بن يونس نا روح بن عبادة نا حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن الربيع بن زياد الخارفي (4) أنه وفد على عمر بن الخطاب فأعجبه هيئته فشكا عمر وجعا به من طعام غليظ يأكله فقال له يا أمير المؤمنين إن أحق الناس بمطعم طيب وملبس لين ومركب وطئ لأنت وكان متكئا وبيده جريدة نخل فاستوى جالسا فضرب به رأس الربيع بن زياد وقال له والله ما أردت بهذا إلا مقاربتي وإن كنت لأحسب فيك خيرا ألا أخبرك بمثلي ومثل هؤلاء إنا مثلنا كمثل قوم سافروا فدفعوا نفقتهم إلى رجل منهم فقالوا أنفق علينا فهل له أن يستأثر عليهم بشئ قال لا أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد أنا علي بن أحمد بن محمد أنا أبو بكر التميمي يعني أحمد بن محمد بن أحمد أنا أبو الشيخ الحافظ نا إبراهيم بن محمد بن الحسن نا أبو الربيع سليمان بن داود نا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن موسى بن سعد عن سالم بن عبد الله

(1) مثنى جريب، والجريب: مكيال قدر أربعة أقفزة، والقفيز مكيال ثمانية مكاكيك والمكوك مكيال يسع صاعا ونصف صاع.
(2) من قوله: قال أبو محمد.. إلى هنا مكرر بالأصل.
(3) التجفين: دعوة الناس إلى الجفان، يقال الناقة إذا نحرها الناقة إذا نحرها وأطعم لحمها في الجفان.
(4) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": الخارجي.
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»