تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٤٢٦
حتى تناوله محمد بن أبي بكر فقبض على لحيته فشتمه فقال عثمان يا ابن أخي إن كان عزيز على والدك أن يضع يده حيث وضعت يدك فخرج ودخل عليه أبو عمرو بن بديل فطعنه بسهم ثم دخل عليه رومان بن سودان عديد لآل أصبح فضربه بالجرز (1) فقتله ثم دخل عليه نفر بأسيافهم ليضربوه بها فتناولت ابنة الفرافصة سيفا من أسيافهم فجرح بيدها فقالت ويحكم إن كنتم تريدون قتله فقد والله قتله صاحب الجرز ولكنه حي عند ربه يرزق قال فقال عمرو بن العاص حين بلغه قتل عثمان قد علمت العرب أني إذا حككت قرحة (2) أدميتها (3) ثم إن الركب انصرفوا إلى مصر فلما دخلوا الفسطاط ارتجز مرتجزهم ألا أحذرن من مثلها أبا حسن * إنا نمر الحرب إمرار الرسن * ننطق بالفصل وإحكام السنن فلما دخلوا المسجد قالوا إنا لسنا قتلنا عثمان ولكن الله قتله وكذلك يقول الله " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون " (4) فلما رأى ذلك شيعة عثمان بن عفان ومن كره قتله قام من قام منهم إلى ابن أبي الكنود (5) سعد بن مالك الأزدي وكان في مجلس ثم تتابعوا إليه حتى عظمت حلقته لا يقوم إليه رجل إلا كان على مثل رأيه فوجم القوم لذلك طويلا فقال يومئذ لأهل الحلقة رجل من حجر يقال له عبد الله بن جويبر قد طال منذ اليوم صماتكم فحلوا حباكم (6) ثم الحقوا برجالكم وأبرموا أمركم فقام القوم عند ذلك فألب بعضهم بعضا وكان من يمشي في ذلك ويدعو إليه مقسم بن بجرة التجيبي فبدأ بابن أبي الكنود الكنود سعد بن مالك فدعاه أن يتولى أمر الخارجة ويطلب بدم عثمان

(1) الجرز: العمود من الحديد (اللسان).
(2) الأصل والمطبوعة: فرجه، والتصويب عن م و " ز ".
(3) الأصل: دميتها، والتصويب عن م و " ز ".
وهو مثل، يريد: إذا يممت غاية تقصيتها وبلغتها.
انظر المستقصي للزمخشري 1 / 124 مجمع الأمثال للميداني 1 / 28.
(4) سورة الأنبياء: الآية: 18.
(5) كذا بالأصل وم و " ز ": ابن أبي الكنود، والصواب أن سعد بن مالك يكني بأبي الكنود، ف‍ " بن " مقحمة.
(6) جمع حبوة. والحبوة الثوب الذي يحتبى به.
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»