عثمان من هذا الذي يرفع صوته على أمير المؤمنين فقالت عائشة هذا جبلة بن عمرو الأنصاري فصاحت صفية يا جبيلة أترفع صوتك على أمير المؤمنين فقالت عائشة وصغوها مع الملأ الذين حصروا عثمان لم تصغرين اسمه ادعيه يا جبلة فإن الله لم ينقصه ولم ينتقص اسمه فاستوسق أمرهم (1) على أن أجابهم عثمان إلى ما أحبوا ونزع عما كرهوا دون الخلو لهم من الولاية فرضوا بذلك وافترقوا فقال لها سليم مولاها الحمد لله الذي أصلح أمر هذه الأمة وألف بينهم فقالت له صفية يا سليم إنهم ليسوا بالذين يرضون (2) منه بما أعطاهم من نفسه وقد ركبوا ما ركبوا وإني سمعت من كلامهم اليوم ما سمعت ثم إن عبد الرحمن بن عديس أشار إلى أصحابه أن يحصروا عثمان فأشرف عليهم من كوة فقال يا أبا الحسن ما هذا الذي ركب مني فقال اصبر أبا عبد الله فوالله ما غبت عن قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين كنا على أحد فتحرك الجبل ونحن عليه فقال أثبت أحد فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد [8056] وأيم الله لتقتلن ولأقتلن معك وليقتلن طلحة والزبير وليجيئن قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على اذلاله (3) قال فانصرف علي فاختبأ في المسجد وعنده سعد بن أبي وقاص في ناس كثير فأقبل حسن بن علي فسار أباه ثم انصرف ثم أتاه الثانية فساره ثم انصرف ثم أتاه الثالثة فقام معه علي فقام سعد حين رأى قيام علي على أثر (4) ابنه إلى عثمان فدخل عليه فقال آخذ سلاحي وآتيك يا أمير المؤمنين فقال عثمان خذ لي وخذ مني يا سعد وألط القوم (5) عند ذلك في الدار واشتد حردهم (6) فخرج سعد في وجوههم فقال الله الله يا معشر المسلمين تركتم عثمان حتى إذا غسلتموه وصار مثل الثوب الرحيض (7) أردتم قتله أفلا بوسخه فعلتم ذلك به فقالوا ما لنا ولك يا سعد فشدوا على سعد حتى خر من قيامه فخلص إلى عثمان سهم فناشدهم عثمان في قتله ونبذ إليهم مفاتيح الخزائن فأقبلوا بها حتى وضعوها بين يدي طلحة بن عبيد الله فقال لا والله لا نرضى بذلك منه حتى نسله من الولاية مثل (8) الشعرة من العجين فكان أول من دخل عليه
(٤٢٥)