فنقاتل فإنا على الحق وهم على الباطل فوالله إني لأرجو أن ألقى الله ولم أهرق محجمة من دم المؤمنين قال فمكثنا أياما ثم صلينا الغداة فلما فرغ أقبل علينا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن أبا بكر وعمر أتياني الليلة فقالا لي صم يا عثمان فإنك مفطر عندنا فإني أشهدكم أني قد أصبحت صائما وأعزم على من كان يؤمن بالله واليوم الآخر إلا خرج من الدار سالما مسلما فقلنا يا أمير المؤمنين إن خرجنا لم نأمنهم على أنفسنا فائذن لنا فلنكن في بيت من الدار يكون فيه جماعة ومنعة فأذن لهم فدخلوا بيتا وأمر بباب الدار ففتح ودعا بالمصحف فأكب عليه وعنده امرأتاه ابنة الفرافصة الكلبية وابنة شيبة (1) فكان أول من دخل عليه محمد بن أبي بكر الصديق فمشى إليه حتى أخذ بلحيته فقال دعها يا ابن أخي فوالله إن كان أبوك ليهلف لها بأدنى من هذا فاستحى فخرج وهو يقول أسعرته (2) وأخذ عثمان ما امتعط (3) من لحيته فأعطاه إحدى مرتيه ثم دخل رومان بن وردان (4) عداد في مراد رجل قصير أزرق مجدور هو في آل ذي أصبح معه جرز من حديد فاستقبله فقال على أي ملة أنت يا نعثل فقال عثمان لست نعثل ولكني عثمان بن عفان وأنا على ملة إبراهيم حنيفا مسلما وما أنا من المشركين فقال كذبت فضربه بالجزر على صدغه الأيسر فقتله وأدخلته ابنة الفرافصة الكلبية بينها وبين ثيابها وكانت امرأة جسيمة ضليعة وألقت بنت شيبة نفسها على ما بقي من جسده فدخل رجل من أهل مصر معه السيف مصلتا فقال والله لأقطعن أنفه فعالج المرأة عنه فغالبته وكشف عنها درعها من خلفها حتى نظر إلى بريق متنها فلم يصل حتى أدخل السيف بين قرطيها ومنكبها فقبضت على السيف فقطع أناملها وقالت يا رباح وهو غلام لعثمان أسود معه سيف عثمان أغن عني هذا فمشى إليه الغلام فضربه ضربة بالسيف فقتله ثم إن الناس دخلوا فلما رأوا الرجل قد قتل وأن الامرأتين لا تتركانه تذمم ناس من قريش واستحيوا فأخرجوا الناس ونادى أهل البيت بهم فاقتتلوا على الدار فضرب مروان بن الحكم على حبل العانق فخر وضرب رجل من أهل
(٤٢٩)