تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٤٢٢
ما تذكرون فقال عمرو رافعا صوته أتريد أن تجعلها بي يا عثمان كلا والله بل قدموا في أمر جسيم من أمور أهل الإسلام يا عثمان إنك قد ركبت بأمتك نهابير وركبوها فتب ولتتب أمتك فقال أهل المدينة عند ذلك نشهد بالله ونشهد من حضر من المسلمين أنا وأهل مصر على أمر واحد فجاءوا حتى حالوا بين عثمان والمنبر فنزل فدخل عليه نفر من قومه فقالوا يا أمير المؤمنين إن عمرا هو الذي أغرى بك فأخرجه عثمان فطلق عمرو امرأته ونزل السبع (1) من أرض فلسطين فقال عمرو حين أخرج لنخضب لحية غدرت وخانت * بأحمر من دماء الخوف قان ثم إن عثمان خرج إلى الناس فقال أيها الناس ما هذا الأمر الذي عتبتم علي فيه قالوا نعتب عليك أنك نزعت أبا موسى الأشعري ووليت الفاسق قد علمت ذلك ونزعت عمرا وأمرت ابن سعد وقد علمت ما قيل في ابن سعد وقد بلغنا أن الوليد يخرج سكرانا (2) لا يعقل فقال عثمان معاذ الله أن أعلم هذا منه وأؤمره فانظروا من رجل أمين نبعث فيعلم لنا علمه فقال أهل المدينة قد رضينا جبلة بن عمرو فبعثوه فنزل على رجل من الأنصار يقال له قرظة بن كعب فقال له ألا يتقي الله عثمان يجعل علينا رجلا يخرج إلى الصلاة لا يعقل فقال (3) له جبلة اتق الله اعلم ما تقول فإن عليك طاعة ثم جمع مع ذلك أنه أخ لأمير المؤمنين فقال له أتراني كاذبا فوالله ما كذبتك فقال له كيف لي أن أعلم ذلك [منه] (4) مثل ما علمت فقال إن صاحب شرابه يألف وليدة لنا وهي تخبرنا فلم يزل حتى أخبرته الوليدة أنه الآن سكران لا يعقل (3) فدخل عليه جبلة بن عمرو فانتزع خاتمه وهولا يشعر فقدم على عثمان فسأله فقال له يا أمير المؤمنين بيني وبينك فقال أهل المدينة كلا والله إلا علانية فلما قص قصته على عثمان قال عثمان كذبت فقد أخبرت خبرك قبل خروجك فأمر به عثمان فسجن فجعل أهل المدينة يأتونه في السجن ثم إن ناسا من أهل المدينة دخلوا على أهل السجن فأخرجوا جبلة بن عمرو فخرج جبلة عند ذلك إلى مصر ولما رجع ابن بديل وأصحابه من ذي المروة بما أحبوا عارضهم رجل على جمل يسير بأعلى

(1) السبع ناحية بين بيت المقدس والكرك فيه سبع آبار سمي الموضع بذلك.
(2) كذا بالأصل وم و " ز ": سكرانا بالتنوين، وهو قد يجوز، وعزاها الجوهري والفيومي لبني أسد (راجع تاج العروس بتحقيقنا: سكر).
(3) ما بين الرقمين سقط من م.
(4) الزيادة عن " ز ".
(٤٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 ... » »»