فأما قولهم فلان ظريف فإن الظرف أدب اللسان خاصة ومن هذا قول بعض السلف إذا كان اللص ظريفا لم يقطع يريد أنه قد يتخلص بالحجة فيدفع بها عن نفسه فيقول إذا وجدت معه السرقة قد التقطتها أو كانت عندي وديعة فخنتها أو ما أشبه هذا من الكلام وحدثنا ابن الأعرابي نا عبد الصمد بن عبد الله بن أبي يزيد الدمشقي نا أيوب بن إسحاق نا منصور بن سلمة الخزاعي نا شبيب بن شيبة قال سمعت ابن سيرين يقول الكلام أكثر من أن يكذب ظريف يريد أن الظريف لا تضيق عنه معاني الكلام فهو قد يكني ويعرض ولا يكذب وهذا كما قيل إن في المعاريض مندوحة عن الكذب وقال ابن الأعرابي العرب تقول الظرف في اللسان والملاحة في الفم وأخبرني ابن سابور نا علي بن عبد العزيز قال قال الأصمعي العرب تقول الملاحة في الفم والحلاوة في العينين والجمال في الأنف أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (1) وفيها مات زياد سنة ثلاث وخمسين فاستخلف على البصرة سمرة بن جندب فأقره معاوية سنة ونصف ثم عزله وولى عبد الله بن عمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي ستة أشهر ثم عزله وولى عبيد الله بن زياد حتى مات معاوية وفيها (2) يعني سنة ثلاث وخمسين ولى يعني معاوية عبيد الله بن زياد خراسان وفيها (3) يعني سنة أربع وخمسين غزا عبيد الله بن زياد خراسان فقطع النهر إلى بخارى على الإبل فكان أول عربي قطع النهر إلى بخارى وافتتح رامين (4) ونصف (5) بيكند وهما من بخارى
(٤٤٢)