بيوتات وشرف ممن كانوا منه أشهد لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول ما من إمام ولا وال (1) بات ليلة سوداء غاشا لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة [7559] ثم خرج من عنده حتى أتى المسجد فجلس فيه وجلست إليه ونحن نعرف في وجهة ما قد لقي منه فقلت له يغفر الله لك يا أبا زياد ما كنت تصنع بكلام هذا السفيه على رؤوس الناس فقال إنه كان عندي علم خفي من علم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأحببت أن لا أموت حتى أقول به علانية على رؤوس الناس ولوددت أن داره وسعت أهل هذا المصر فسمعوا مقالتي وسمعوا مقالته ثم أنشأ يحدثنا قال بينا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو نازل في ظل شجرة وأنا آخذ ببعض أغصانها مخافة أن تؤذيه إذ قال لولا أن الكلاب أمة من الأمم أكره أن أفنيها لأمرت بقتلها فاقتلوا منها كل أسود بهيم فإنه شيطان ولا تصلوا في معاطن الإبل فإنها خلقت من الجن ألا ترون إلى هيئتها وإلى عيونها إذا نظرت وصلوا في مرابض الغنم فإنها أقرب إلى الرحمة [7560] ثم قام الشيخ وقمنا معه فما لبث الشيخ أن مرض مرضه الذي توفي فيه فأتاه عبيد الله بن زياد يعوده فقال له أتعهد إلينا شيئا نفعل فيه الذي تحب قال أو فاعل أنت قال نعم قال فإني أسألك أن لا تصلي علي ولا تقم على قبري وأن تخلي بيني وبين أصحابي حتى يكونوا الذين هم يلون ذلك مني قال فكان عبيد الله بن زياد رجلا جبانا يركب في كل غداة فركب ذات يوم فإذا الناس في السكك ففزع فقال ما لهؤلاء قالوا مات عبد الله بن مغفل صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) فوقف حتى مر بسريره فقال أما أنه لولا أنه سألنا شيئا فأعطيناه إياه لسرنا معه حنى نصلي عليه ونقوم على قبره أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي نا محمد بن إسحاق عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن الحسن قال كان عبد الله بن المغفل المزني أحد الذين بعثهم عمر بن الخطاب إلى أهل البصرة يفقهونهم فدخل عليه عبيد الله بن زياد (2) يعوده فقال أعهد إلينا أبا زياد فإن الله قد كان ينفعنا بك قال وهل أنت فاعل ما آمرك به قال نعم قال فإني أطلب إذا أنا مت أن لا
(٤٤٧)