المؤمنين قد بايعنا فلانا فقال عمر إني لقائم في الناس فمحذرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغضبوا الناس بيعتهم فقلت يا أمير المؤمنين إن الحج يجمع رعاع الناس وعوامهم وهم الذين يغلبون على مجلسك وإنك إن قلت فيهم اليوم مقالة لم يحفظوها ولم يعوها ولم يضعوها موضعها ويطيروا بها كل مطير فلم أمهلت حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة وتعود بالمهاجرين والأنصار فقلت ما قلت متمكنا كان أجدر أن يحفظوا مقالتك وأن يعوها وأن يضعوها في موضعها فقال أما والله إن شاء الله لئن قدمت المدينة لأقومن بها في أول مقام أقومه بالمدينة قال فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة فلما أن جاءت الجمعة هجرت الذي حدثني عبد الرحمن بن عوف ولا أرى أحدا سبقني فوجدت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قد سبقني بالتهجير جالسا إلى جنب المنبر فصليت وجلست إلى جنبه تحك ركبتي ركبته فقلت أما والله ليقولن (1) أمير المؤمنين على المنبر مقالة لم يقلها أحد قبله ولا بعده فغضب سعيد وقال أي مقالة عسيت أن يقولها أمير المؤمنين لم يقلها أحد كان قبله فلما زالت الشمس خرج عمر فجلس على المنبر وأذن المؤذن في أذانه فلما فرغ قام عمر فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني قائل مقالة قدر لي أن أقولها ولا أدري لعلها أن تكون بين يدي أحلى فمن حفظها وعقلها أو وعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ومن لا فلا أحل لأحد أن يكذب علي هو (2) أن الله بعث محمدا (صلى الله عليه وسلم) بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها فرجم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورجمنا به فأخشى أن يطول بالناس زمان فيقول فإنك لا تجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ألا وإن الرجم حق على من زنا إذا أحصن وقامت عليه البينة أو كان الحبل أو الاعتراف ألا وإنا كنا نقرأ في كتاب الله لا ترغبوا عن آبائكم فإنه لقربكم أن ترغبوا عن آبائكم أو كفرتكم لن ترغبوا عن آبائكم ألا وإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبده ورسوله فقولوا عبده ورسوله ثم إنه كان من خبرنا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما توفي تخلفت عنا الأنصار مع سعد بن عبادة وتخلف عنا علي والزبير ومن كان معهما في بيت فاطمة فاجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت لأبي بكر يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار فانطلقت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح فاستقبلنا رجلان صالحان من
(٢٨٤)