تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٠ - الصفحة ٢٨٨
الحسن بن أحمد نا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني صالح بن كيسان عن عروة عن عائشة قالت توفيت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد وفاة أبيها بستة أشهر فاجتمع إلى علي أهل بيته فبعثوا إلى أبي بكر ائتنا (1) فقال عمر والله لا تأتيهم فقال أبو بكر والله لآتينهم وما يخاف علي منهم فجاءهم حتى دخل عليهم فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فصلى عليه ثم قال إني قد عرفت أنكم قد وجدتم علي في أنفسكم من هذه الصدقات التي وليت عليكم ووالله ما صنعت ذلك إلا أني لم أكن أريد أن آكل شيئا مما أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كنت أرى أثره فيه وعمله إلى غيري حتى أسلك به سبيله وأنفذه فيما جعله الله ووالله لأن أصلكم أحب إلي من أصل أهل قرابتي لقرابتكم من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولعظيم حقه الذي جعله له على كل مسلم ثم تشهد علي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أبا بكر والله ما نفسنا عليك خيرا قسمه الله لك إلا أن يكون أهلا لما أسند إليك في صحبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسنك وفضلك ولكنا قد كنا من الأمر حيث قد علمت فتقول به علينا فوجدنا في أنفسنا وقد رأيت أن أبايع وأدخل فيما دخل فيه الناس وإذا كان العشية (2) فصل بالناس الظهر واجلس على المنبر حتى آتيك فأبايعك فلما صلى أبو بكر الظهر ركب المنبر فحمد الله وأثنى عليه وذكر الذي كان من أمر علي وما دخل فيه من أمر الجماعة والبيعة وها هو ذا فاسمعوا منه

(١) اللفظة غير واضحة بالأصل وم، والصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور ١٣ / ٩٢.
(٢) جاء في النهاية: عشا: صلى نا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إحدى صلاتي العشي فسلم من اثنتين، يريد صلاة الظهر أو العصر لأن ما بعد الزوال إلى المغرب عشي، وقيل: العشي من زوال الشمس إلى الصباح.
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»