رجلين وأخذا فرسين وانهزم اليمن فلم يتبعهم أبو الهيذام وحال بينهم الليل فأتى أبو الهيذام السجون فأخرج من فيها من قيس ومن اليمن فأتاه رجل من جرش وابن رمل السكسكي فرحب بهما أبو الهيذام وقال أنتم الأصهار والأكفاء وإن ابن غوث ظلم عشيرتي وحبسهم فأخرجت الناس جميعا لم أخص أحدا وهذا شئ أقدمت (1) عليه فيما بيني وبين أمير المؤمنين فإن عفا عني فبفضله وإن عاقبني فذاك قالوا نخاف أن تغير علينا قال ماذا في دهري أن يركب فانصرفا وقالا ما على أبي الهيذام سبيل إلا أن نظلمه فقالت اليمانية نحن أهل الثروة والعدد والعز فتخرج مضر من الشام فلا يدعوا لهم داعية فاجتمعوا واستنجدوا وهم أجمع دارا من قيس قد ملت كلب البقاع والجولان (2) وهما من دمشق على صدر يوم فأسرعوا إليهم وجاءوا بعدد كثير وأرسل أبو الهيذام إلى المضرية فكان أول من أتاه بنو نمير قد عقدوا لبشر بن أزهر الجدلي وكان قد قدم من العراق فبلغه الخبر وهو في محله بن نمير فعقدا له وهو من الأبطال عليهم فأتى أبا الهيذام يوم الأحد عند العصر فلم يكن بينهم قتال وبعث أبو الهيذام وهم بناحية سعارة (3) مما يلي القين فأتوه يوم الاثنين وأتاه (4) من مسرعاتهم أربعة فوارس دعامة مولى لقريش والمعتمر بن حرب فأتوه وأهل اليمن يقاتلون أبا الهيذام عند باب توما فحملوا على الناس فقتلوا أربعة قتل كل رجل رجلا فانهزموا واتبعوهم حتى انتهوا إلى ساباط وقد قطع الطريق لكنسية توما وقد كانت اليمانية خلفوا عندها رجالة ومرامية فرموا خيل أبي الهيذام فقال أبو الهيذام أحرقوها فأحرقوا الكنيسة وحالت النار بين القوم فانصرفوا وعدت (5) اليمانية إلى قرية لقيس يقال لها حلق بلتا (6) بالقرب من دمشق فأرسل أبو الهيذام الزواقيل وقد توافوا عنده فقاتلهم (7) فهزموه ثم ليمانية ثم انصرفوا فلقوا ابن معتوف عند حب الأحمر فقاتلهم
(٦٨)