فهزموه ثم أتاهم الصريخ أدركوا باب توما فأتوهم فهزموهم يومئذ في أربعة مواطن ثم رجعوا إلى أبي الهيذام فلما كان يوم الأربعاء أرسل إسحاق إلى أبي الهيذام ابن أبي شيبان العنسي أقسمت عليك ألا كففت اليوم فقال أبو الهيذام ما أكره القتال ألي أن تركت وانصرف وأرسل إسحاق إلى اليمانية قد رددته عنكم فدونكم فأغيروا فإنه غار فأقبل القوم منسلين حتى أتوا باب الشرقي والمسلحة لبني نمير يومئذ عليهم غلام من بني عبس يقال له ابن كامل فقتل ابن كامل (1) وانهزم النميريون وقتل أبو العوجاء وابنه من بني مازن بن صعصعة ودخلوا المدينة فأحرقوا دارا وعليهم يومئذ ابن بحدل وابن معتوف (2) وأتى الصريخ أبا الهيذام نصف النهار وهو قابل فركب فزعا في فوارس من الزواقيل من قريش المعتمر بن حرب ودعامة ودحمان ومن بني مرة خريم بن أبي الهيذام ووزر بن جابر ومخلد بن علاط ومولى لحبيب بن مرة وأحمد بن أيوب وإخوته وفرسان بشر بن أزهر وبطيط الفزاري ومرة العكي وكعب الأسدي ومصبح الأسدي وحمدون ومرحبا ومنقذ السلميون فلما لقوهم حملوا عليهم وأعتزوا وانتموا فقتل كل رجل رجلا فانهزم أهل اليمن واتبعهم أبو الهيذام في فوارس من فوارسه حتى انتهوا إلى بيت البلاط (3) على فرسخ من دمشق وقتل من فرسانهم يومئذ الحارث الهمداني ورجع أبو الهيذام فقيل له إن لهم جمعا على باب توما فأتاهم فهزمهم حتى انتهوا إلى بيت لهيا (4) وقتل منهم أربعة وعشرون رجلا ثم رجع إلى باب الجابية يريد المدينة فأحرق اليمانية دورا على باب الجابية فلم يقدر أن يقدم عليهم لمكان النار وقد أخذت جنبتي الطريق فوقف أبو الهيذام حتى اختلط الظلام ثم دعا دعامة فقال احمل عليهم فحمل عليهم ناسا (5) عن يمينه وشماله ومعه فرسان (6) حتى خالطوا القوم فصرعوا منهم ناسا وأخذوا ستة أفراس وقتلوا
(٦٩)