ووفد إبراهيم بن صالح إلى أمير المؤمنين فقدم عليه وهو بالكوفة ومعه عشرون ومائة رجل من أهل الشام وكان كاتبه أيوب بن سليمان مولى لبني سليم ثم ادعى إلى الأنصار فاستمال إبراهيم ومناه وقال أنت قحطان اليمن وإنما القحطان (1) رجل من قريش وقال لهم إنما ظهر مروان بن الحكم على الضحاك بن قيس باليمن وأنا (2) أجمعهم لك فلم يزل به حتى صار صغوه مع أهل اليمن فقدموا الكوفة وصغوه مع اليمن وقد جنف على قيس فدخلوا على أمير المؤمنين هارون بالحيرة وقد أعد خطيبا من أهل اليمن للكلام وكان يدعى به كل يوم فيتكلم عنده فلما صاروا عند أمير المؤمنين أمره إبراهيم بالكلام فقام فتكلم ساعة نهض عبد الواحد بن بسر النصري فتكلم وقطع على اليماني كلامه وقال يا أمير المؤمنين إنا لم نأتك وافدين ولكنا أتينا مذنبين مقرين بالإساءة معترفين وقد تحملنا الدماء فإن يعاقبنا أمير المؤمنين يعاقب مستخفين للعقوبة وإن يعف (3) فأهل ذلك أمير المؤمنين لقرابته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومكانه الذي جعله الله به وأخذ في هذا النحو فأعجب أمير المؤمنين به وأثبته في صحابته ووصل الوفد وانصرفوا وكان في الوفد من قريش ثلاثة إبراهيم بن واثلة بن عمر بن المطلب والوزير بن يعقوب من ولد الضحاك بن قيس الفهري ومن قيس أبو الهيذام عامر بن عمارة المري وأبو الورد ووزر ابنا جابر بن فراس المري وخالد بن مجاشع المري وابن (4) الصلت بن مسلم بن عقبة المري (4) ومخلد بن علاط المري ومن بني كلاب الريان وابن العذافر النميريان وعبد الواحد بن بشر (5) النصري ومن ثقيف عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي ومن اليمن محمد ويزيد ابنا معترف (6) الهمدانيان وعلي بن الحارث الحرشي (7) وبشر بن كعب بن حامد العنسي (8) وعبد العزيز بن هشام اللخمي ومن كلب
(٦٥)