سليمان بن حبيب قال دخلت أنا ومكحول وابن أبي زكريا على أبي أمامة قال فدخلنا على شيخ منطقه أجلد من منظره فقال مكحول لقد دخلنا على شيخ مجتمع العقل أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد وأبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر بن أبي الجندي وأبو بكر القطان وأبو القاسم عبد الرحمن بن أبي العقب قالوا أنا أبو القاسم علي بن يعقوب نا أبو زرعة نا يحيى بن صالح نا يزيد بن زياد القرشي نا سليمان بن حبيب المحاربي قال دخلت على أبي أمامة مع مكحول وابن أبي زكريا فنظر إلى أسيافنا فرأى فيها شيئا من وضح (1) فقال إن المدائن والأمصار فتحت بسيوف (2) ما فيها الذهب ولا الفضة فقلنا إنه أقل من ذلك فقال هو ذاك أما إن أهل الجاهلية كانوا أسمح منكم كانوا لا يرجون على الحسنة عشر أمثالها وأنتم ترجون ذلك ولا تفعلونه قال فقال مكحول لما خرجنا من عنده لقد دخلنا على شيخ مجتمع العقل (3).
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن طوق الطبراني أنا عبد الجبار بن عبد الله الخولاني (4) نا عون بن الحسن نا بكر بن سهل نا عبد الله بن يوسف نا كلثوم بن زياد عن سليمان بن حبيب قال خرجت غازيا فلما مررت بحمص دخلت إلى سوقها أشتري ما لا غناء بالمسافر عنه فلما نظرت إلى باب المسجد قلت لو إني دخلت فركعت ركعتين فلما دخلت نظرت إلى ثابت بن معبد وابن أبي زكريا ومكحول وليس مكحولنا هذا في نفر من أهل دمشق فلما رأيتهم أتيتهم فجلست إليهم فتحدثنا شيئا ثم قالوا إنا نريد أبا أمامة فقالوا وقمت معهم حتى دخلنا عليه فإذا شيخ قد رق وكبر وإذا عقله ومنطقه أفضل مما نرى من منظره فقال في أول ما حدثنا إن مجلسكم هذا من بلاغ الله إياكم وحجته عليكم فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد بلغ ما أرسل به وإن أصحابه قد بلغوا ما سمعوا فبلغوا ما تسمعون ثلاثة كلهم ضامن على الله حتى يدخله الجنة أو يرجع بما نال من أجر