ولي عبد الملك بن مروان طارق بن عمرو مولى عثمان المدينة فوليها خمسة أشهر أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى التستري نا خليفة العصفري (1)، قال في آخر سنة ثنتين وسبعين غلب عليها يعني المدينة طارق بن عمرو مولى عثمان ودعا إلى بيعة عبد الملك حين قتل مصعب بن الزبير فأخرج عنها طلحة بن عبد الله بن عوف وكان واليا لابن الزبير ثم عزله في آخر سنة ثلاث وسبعين وولى الحجاج بن يوسف أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي نا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر أنا موسى بن يعقوب عن عمه أبي الحارث بن عبد الله بن وهب بن ربيعة قال وأنا شرحبيل بن أبي عون بن عبد الله بن جعفر عن أبي عون ح قال وأنا إبراهيم بن موسى عن عكرمة بن خالد قال وأنا أبو صفوان العطاف بن خالد عن أخيه قالوا ووجه عبد الملك بن مروان طارق بن عمرو في ستة آلاف وأمره أن يكن فيما بين أيلة إلى وادي القرى مددا لمن يحتاج إليه من عمال عبد الملك بن مروان أو من كان يريد قتاله من أصحاب ابن الزبير وكان أبو بكر بن أبي قيس في غابة ابن الزبير قد ولاه جابر بن الأسود خيبر فقصد له طارق فقتله في ستمائة من أصحابه وهرب من بقي منهم في كل وجه فكتب الحارث بن حاطب إلى عبد الله بن الزبير أن عبد الملك بن مروان بعث طارق بن عمرو في جمع كثير فهم فيما بين أيلة إلى ذي خشب يجدون أموال الناس ويقطعونها ويظلمونهم فلو بعثت إلى المدينة رابطة لا تدخل فكتب ابن الزبير إلى الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة أن يوجه إلى المدينة ألفين ويستعمل عليهم رجلا فاضلا فوجه إليهم ابن رواس في ألفين فقدموا المدينة فمنعوها من جيوش أهل الشام وكانوا قوما لا بأس بهم وكانت (2) المدينة مرة في يدي ابن الزبير ومرة في يدي عبد الملك بن مروان أيهما غلب عليها استولى على أمرها وكان أكثر من ذلك تكون في يد ابن الزبير فلما بلغ ابن الزبير مقتل أبي بكر بن قيس كتب إلى ابن رواس أن يخرج في أصحابه إلى طارق بن عمرو فشق
(٤٣١)