الكوكبي نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا عبيد الله بن عمر نا شريك بن الخطاب شيخ بلعنبر وكان معاذ يروي عنه الأحاديث عن عتبة بن صعصعة قال رأيت مصعب بن الزبير في جنازة الأحنف متقلدا سيفا ليس عليه رداء وهو يقول ذهب اليوم الحزم والرأي (1).
أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن مجاهد أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عمر المعدل فيما أجازه لي أنا محمد بن عمران بن موسى إجازة نا محمد بن الفتح القلانسي نا أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي نا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال توفي الأحنف بن قيس في دار عبيد الله بن أبي عصفير (2)، وكان قد أوصى ألا تتبع جنازته امرأته فلما دلي في حفرته أقبلت بنت لأوس بن معسر (3) السعدي ثم القريعي على راحلتها وهي عجوز كبيرة فوقفت عليه وقالت من الموافى به حفرته لوقت حمامه قيل لها هذا الأحنف بن قيس قالت أبو بحر قالت والله لئن كنتم سبقتمونا إلى الاستمتاع به في حياته لا تسبقونا إلى الثناء عليه عند وفاته قالت لله درك من مجن في جنن (4)، ومدرج في كفن وإنا لله وإنا إليه راجعون نسأل الله الذي ابتلانا بموتك وفجعنا بفقدك أن يوسع لك في قبرك وأن يغفر لك يوم حشرك وأن يجعل سبيل الخير سبيلك ودليل الرشاد دليلك ثم نظرت إلى الناس فقالت أيها الناس إن أولياء الله في بلاده هم شهوده على عباده وإنا لقائلون حقا ومثنون صدقا وهو أهل لحسن الثناء وطيب الثناء أما والذي كنت من أجله في عدة ومن الحياة في مدة ومن المضمار إلى غاية ومن الآثار إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك لقد عشت مودودا حميدا ولقد مت سعيدا فقيدا ولقد كنت عظيم الحلم فاصل السلم رفيع العماد واري الزناد منيع الحريم سليم الأديم عظيم الرماد قريب البيت من الباد (5)، ولقد كنت في المحافل شريفا وعلى الأرامل عطوفا ومن الناس قريبا وفيهم