كيف سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنت لاوي يدي في سقيفة فلان لتقاتلنه ثم لينصرن عليك قال قد سمعت لا جرم لا أقاتلك [* * * *] أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا الحسن بن أبي بكر أنا عبد الله بن إسحاق البغوي نا أبو زيد بن طريف نا إسماعيل بن بهرام الليثي نا رفاعة بن إياس بن زيد الضبي حدثني أبي عن جدي وكان مع علي بن أبي طالب يوم النصرة وكان أشد يوم في الأرض بردا لم يأت عليه يوم أشد بردا منه يستددون بكل بعير وكل حائط من البرد فخرج علي على بغلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الشهباء عليه بردان نجرانيان متزر بواحد مترديا بالآخر وعمامة قد أرخى ذؤابتها من خلفه ونعلين وهو يمسح العرق من جبينه من ذا الجانب قال فنادى علي بن أبي طالب الزبير وهو بين الصفين قال تعال حتى أكلمك فأتاه حتى اختلفت (1) أعناق دابتيهما فقال له يا زبير أنشدك الله أخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يمشي وأنت معه فضرب كتفك ثم قال لك كأنك قد قاتلك (2) هذا قال اللهم نعم فأنى جئت وقد سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا أقاتلك [* * * *] فرجع فسار ليلتين من البصرة فمر على ماء لبني مجاشع فعرفه رجل من تميم يقال له ابن جرموز فقتله وجاء بسيفه إلى علي فقال هذا سيف الزبير قد قتلته فقال علي بشر قاتل ابن صفية بالنار أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنا أبو العباس أحمد بن منصور أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا عمي أنا أبو علي نا أحمد بن عمر القاضي نا وكيع نا ابن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي بن أبي طالب أنه قال يوم الجمل ادع إلي الزبير لعلي أذكره شيئا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدعي الزبير فجاء على دابته وجاء علي على (3) دابته حتى اختلف رؤوس دوابهما فلم يزل علي يذكره ووجه الزبير يتغير ثم انصرفا فأما الزبير فمضى فنزل على ناس من بني سعد فأخبر طلحة أن الزبير قد انصرف فقال مروان إن لم أدرك ثأري اليوم لم أدركه أبدا
(٤١٢)