الحسين بن علي عن محمد بن كناسة قال كان الحجاج يعس بالليل فأخذ سكرانا فقال لأفعلن بك ولأفعلن فقال السكران شعرا (1) (2) * أسد علي والعدو نعامة * وغدا يتقي من صفير الصافر * هلا برزت إلى غزاله بالضحى * أم كان قلبك في جوانح طائر صرعت غزالة قلبه بعوارتين * غادري شرطية كأمس الدائر * أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل نبأنا أحمد بن مروان نبأنا محمد بن علي نبأنا الهيثم بن جميل عن يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة قال (3) كان حطيط (4) صواما قواما يختم في كل يوم وليلة ختمه ويخرج من البصرة ماشيا حافيا إلى مكة في كل سنة فوجه الحجاج في طلبه فأتي به الحجاج (5) فقال له أيها قال قل فإني قد عاهدت الله تعالى لئن سئلت لأصدقن ولئن ابتليت لأصبرن ولئن عوقبت لأشكرن ولأحمدن الله تعالى على ذلك قال فما تقول في قال أنت عدو الله تقتل على الظنة قال فما قولك في أمير المؤمنين قال أنت شرر من شرره وهو أعظم جرما منك قال خذوا فقطعوا عليه العذاب ففعلوا قال فلم يقل حسا ولا بسا فأتوه فأخبروه فأمر بالقصب فشق ثم شد عليه فصب عليه الخل والملح وجعل يستل قصبة قصبة فلم يقل حسا ولا بسا فأتوه فأخبروه فقال أخرجوه إلى السوق فاضربوا عنقه قال جعفر فأنا رايته حين اخرج فأتاه صاحب له فقال ألك حاجة قال شربة من ماء فأتاه بماء فشرب ثم ضرب عنقه وكان ابن ثمان عشرة سنة انتهى قرأنا على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا محمد بن سعد أنبأنا الفضل بن دكين أنبأنا معاوية بن عمار الدهني عن عبد الملك بن عمير قال قال سعيد بن جبير لقد رأيته يزاحمني عند ابن عياش يعني الحجاج انتهى
(١٨٢)