مشرف بن علي بن الخضر إجازة أنبأنا أبو حازم محمد بن الحسين بن الفراء قال قرأت على عبد الرحمن بن عمر المعدل بمصر نبأنا أحمد بن سعيد بن فرضح الأخميمي نبأنا محمد بن سليمان المنقري نبأنا مسلم بن إبراهيم نبأنا الصلت بن دينار قال مرض الحجاج فرجف به أهل الكوفة فلما تماثل من علته صعد المنبر وهو يتثنى على أعواده فقال يا أهل الشقاق والنفاق والمراق نفخ الشيطان في مناخركم فقلتم مات الحجاج مات الحجاج فمه والله ما أرجو الخير كله إلا بعد الموت ما رضي الله الخلود لأحد من خلقه إلا لأهونهم عليه إبليس وقد قال العبد الصالح سليمان بن داود عليهما السلام " ربا غفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي انك أنت الوهاب " (1) فكان ذلك ثم اضمحل فكأن لم يكن يأتيها الرجل وكلكم ذلك الرجل وكأني بكل حي وميت وبكل رطب ويابس وبكل امرئ في ثياب طهوره إلى بيت حفرته فخذ له في الأرض خمسة أذرع طولا في ذراعين عرضا فأكلت الأرض من لحمه ومصت من صديده ودمه وانقلع الحبيبان يقاسم أحدهما صاحبه من ماله أما أن الذين يعلمون يعملون ما أقول والسلام انتهى أخبرنا أبو القاسم العلوي أنبأنا أبو الحسن المقرئ أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان أنبأنا أبو سعيد (2) الأزدي يعني الحسن بن الحسين السكري قال سمعت الزيادي أبا إسحاق يقول سمعت الأصمعي يقول أرجف الناس بموت الحجاج فخطب فقال أن طائفة من أهل العراق وأهل الشقاق والنفاق نزع الشيطان بينهم فقالوا مات الحجاج ومات الحجاج فمه وهل يرجو الحجاج الخير إلا بعد الموت والله ما يسرني إلا أموت وان لي الدنيا وما فيها وما رأيت الله رضي التخليد إلالاهون خلقه عليه إبليس حيث قال " انك لمن المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم " (3) فانظره إلى يوم الدين ولقد دعا الله تعالى العبد الصالح فقال " هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي " فأعطاه ذلك إلا البقاء فما عسى أن يكون أيها الرجل وكلكم ذلك الرجل كأني والله بكل حي منكم ميتا وبكل رطب يابسا ثم نقل في ثياب
(١٩٣)