الحسن (1) فقالوا يا أبا سعيد ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام واخذ المال الحرام وترك الصلاة وفعل وفعل قال وذكروا من أفعال الحجاج فقال الحسن أرى (2) أن لا تقاتلوه فإنها أن تكن عقوبة من الله فما أنتم برادي عقوبة الله بأسيافكم وان يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين فخرجوا من عنده وهم يقولون نطيع هذا العلج قال وهم قوم عرب قال وخرجوا مع ابن الأشعث قال فقتلوا جميعا فأخبرني مرة بن نياب أبو المعدل قال اتيت على عقبة بن عبد الغافر وهو صريع في الخندق فقال يا أبا المعدل لا دنيا ولا آخرة انتهى قال وأنبأنا عارم (3) محمد بن الفضل نبأنا حماد بن زيد عن أبي التياح (4) قال شهدت الحسن وسعيد بن أبي الحسن حين اقبل ابن الأشعث وكان الحسن نهى عن الخروج إلى الحجاج ويأمر بالكف وسعيد بن أبي الحسن يحضض ثم قال سعيد فيما يقول فما ظنك بأهل الشام إذا لقيناهم غدا فقلنا والله ما خلعنا أمير المؤمنين ولا نريد خلعه ولكنا نقمنا عليه استعماله الحجاج فاعزله عنا فلما فرغ سعيد من كلامه تكلم الحسن فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس انه والله ما سلط الله الحجاج عليكم إلا عقوبة والله فلا تعارضوا عقوبة الله بالسيف ولكن عليكم بالسكينة والتضرع واما ما ذكرت من ظني بأهل الشام فان ظني بهم أن لو جاءوا فألقمهم الحجاج دنياه ولم يحلهم على أمر إلا ركبوه هذا ظني بهم انتهى أخبرنا أبو القاسم العلوي أنبأنا أبو الحسن المقرئ أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا نبأنا زيد نبأنا أبو عاصم حدثني جليس (5) لهشام بن أبي عبد الله قال قال عمر بن عبد العزيز لعنبسة بن سعيد اخبرني ببعض ما رأيت من عجائب الحجاج فقال له يا أمير المؤمنين كنا جلوسا عنده
(١٧٨)