يرسل إليه فيها دخل عليه ستة من الحرس فأخذوه وأتعبوه اتعابا شديدا قال أيوب وبلغنا ذلك فسعيت أنا وثابت البناني وزياد النميري وسويد بن حجير الباهلي نحو القصر معنا الكفن والحنوط لا نشك في قتله فجلسنا بالباب فخرج علينا وهو يكشر متبسما فلما لحظناه حمدنا الله تعالى على سلامته قال الحسن العجب والله لهذا العبد دخلت عليه وهو في مثنية رقيقة متوشح بها ذات علم في جنبذة (1) من خلاف سقفها الثلج فهو يقطر عليه فوجدت القر وسلمت عليه وفي يده القضيب فقال أنت القائل يا حسن ما بلغني عنك قلت وما الذي بلغك عني قال أنت القائل اتخذوا عباد الله خولا وكتاب الله دغلا ومال الله دولا يأخذون من غضب الله وينفقون في سخط الله والحساب عند البيدر والله تعالى يقول " وان كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين " (2) فيكفي بها احصاء قال نعم أنا القائل ذلك قال ولم قال لما اخذ الله ميثاق الفقهاء في الأزمنة كلها " لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم " (3) الآية قال فنكت بالقضيب ساعة وفكر ثم قال يا جارية الغالية قال فخرجت الجارية ذات قصاص (4) معها مدهن من فضة فقال أو سعي رأس الشيخ ولحيته ففعلت ثم قال يا حسن إياك والسلطان أن تذكرهم إلا بخير فإنهم ظل الله في الأرض من نصحهم اهتدى (5) ومن (6) غشهم غوى فقلت أصلحك الله هكذا بلغني عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال وقروا السلطان وأجلوهم فإنهم عز الله في الأرض وظله من نصحهم اهتدى ومن غشهم غوى إذا كانوا عدولا قال الحجاج لا والله ما فيه إذا كانوا عدولا ولكنك زدت يا حسن انصرف إلى أصحابك فنعم المؤدب أنت انتهى [2924] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفقيه أنبأنا أبو الحسين الفارسي أنبأنا أبو سليمان بن أحمد بن محمد الخطابي قال في حديث الحسن أن الحجاج أرسل إليه فأدخل عليه فلما خرج من عنده قال دخلت على أحيول يطرطب شعيرات فاخرج
(١٧٦)