توهمت قلت له كيف قال صليت الجمعة يوما وخرجت فرأيت بشر بن الحارث الحافي يخرج من المسجد مسرعا قال فقلت في نفسي انظر إلى الرجل الموصوف بالزهد ليس يستقر في المسجد قال فتركت حاجتي فقلت أين يذهب قال فتبعته فرأيته تقدم إلى الخباز واشترى بدرهم خبز الماء قال قلت انظر إلى الرجل يشتري خبز الماء قال تقدم إلى الشواء فأعطاه درهما وأخذ الشواء قال فزادني عليه غيظا قال وتقدم إلى الحلاوي واشترى (1) فالوذجا فقلت في نفسي والله لأبغضن عليه حتى يجلس ويأكل قال قال فخرج إلى الصحراء وأنا أقول يريد الخضرة والماء قال فما زال يمشي إلى العصر وأنا خلفه قال فدخل قرية وفي القرية مسجد وفيه رجل مريض قال فجلس عند رأسه وجعل يلقمه قال فقمت لأنظر في القرية قال فبقيت ساعة ثم رجعت فقلت للعليل أين بشر قال ذهب إلى بغداد قال فقلت كم بيني وبين بغداد فقال أربعون فرسخا فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون إيش عملت بنفسي وليس معي ما أكتري ولا أقدر على المشي قال اجلس حتى يرجع قال فجلست إلى الجمعة القابلة قال فجاء بشر في ذلك الوقت ومعه شئ يأكل المريض فلما (2) فرغ قاله العليل يا أيا نصر هذا رجل صحبك من بغداد وبقي عندي منذ الجمعة فرده إلى موضعه قال فنظر إلي كالمغضب وقال لم صحبتني قال فقلت أخطأت قال قم فامش قال فمشيت إلى قرب المغرب قال فلما قربنا قال لي أين محلتك من بغداد قلت في موضع كذا قال اذهب ولا تعد قال فتبت إلى الله تعالى وصحبتهم وأنا على ذلك أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بمرو حدثنا أبو بكر بن خلف إملاء حدثنا الأستاذ الزاهد أبو سعد عبد الملك بن محمد الواعظ أخبرنا أحمد بن عبد الله الجلودي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا أحمد بن زياد قال سمعت إبراهيم بن هانئ قال سمعت بشر بن الحارث يقول من أحب العز في الدنيا والشرف في الآخرة فلتكن فيه ثلاثة خصال لا يسأل أحدا شيئا ولا يذكر أحدا بسوء ولا يجيب أحدا إلى طعامه أخبرنا محمد بن طاوس أخبرنا أبو الحسن بن الحسين من قريش البنا أخبرنا
(٢٠٥)