عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ حدثني أبي حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن منير الحراني بمصر حدثنا أبو الطاهر خبر ابن عوفة الأنصاري حدثنا هانئ بن الحسن حدثنا بقية عن الأوزاعي عن مكحول قال سمعت واثلة بن الأسقع قال غزونا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غزوة تبوك حتى إذا كنا في بلاد جذام (1) في أرض لهم يقال لها الحوزة (2) وقد كان أصابنا عطش شديد فإذا بين أيدينا آثار غيث فسرنا مليا فإذا بغدير وإذا فيه جيفتان وإذا السباع قد وردت المساء فأكلت من الجيفتين وشربت من الماء قال فقلت يا رسول الله هذه جيفتان وآثار السباع قد أكلت منها فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) نعم هما طهوران اجتمعا من السماء والأرض لا ينجسهما شئ وللسباع (3) ما شربت في بطنها ولنا ما بقي [* * * *] حتى إذا ذهب ثلث الليل إذا نحن بمنادي ينادي بصوت حزين اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفور لها المستجاب لها المبارك عليها فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا حذيفة ويا أنس ادخلا إلى هذا الشعب فانظر ما هذا الصوت قال فدخلنا فإذا نحن برجل عليه ثياب بياض أشد بياضا من الثلج وإذا وجهه ولحيته كذلك ما أدري أيهما أشد ضوءا ثيابه أو وجهه فإذا هو أعلى جسما منا بذراعين أو ثلاثة قال فسلمنا عليه فرد علينا السلام ثم قال مرحبا أنتما رسولا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالا فقلنا نعم قالا فقلنا من أنت رحمك الله قال أنا إلياس النبي خرجت أريد مكة فرأيت عسكركم فقال لي جند من الملائكة على مقدمتهم جبريل وعلى ساقتهم ميكائيل هذا أخوك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسلم عليه وألقه ارجعا فاقرئاه السلام وقولا له لم يمنعني من الدخول إلى عسكركم إلا أني أتخوف أن تذعر الإبل ويفزع المسلمون من طولي فإن خلقي ليس كخلقكم قولا له (صلى الله عليه وسلم) يأتيني قال حذيفة وأنس فصافحناه فقال لأنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم) من هذا قال حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فرحب به ثم قال والله إنه لفي السماء أشهر منه في الأرض يسميه أهل السماء صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال حذيفة هل تلقى الملائكة قال ما من يوم إلا وأنا ألقاهم ويسلمون علي واسلم عليهم قال فأتينا النبي (صلى الله عليه وسلم) فخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) معنا حتى أتينا الشعب وهو يتلألأ وجهه نورا وإذا ضوء وجه إلياس وثيابه كالشمس قال
(٢١٣)