تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٢٦٥
محمد بن عمر الأسلمي حدثني بكير بن مسمار (1) عن زياد مولى سعد قال سألت سعد بن أبي وقاص هل خضب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لا ولا هم به قال كان شيبه في عنفقته وناصيته لو شاء أعدها لعددتها (2) قلت فما صفته قال كان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير ولا بالأبيض الأمهق (3) ولا بالآدم ولا بالسبط ولا بالقطط وكانت لحيته حسنة وجبينه صلتا مشربا بحمرة شثن الأصابع شديد سواد الرأس واللحية [655] كتب إلي أبو علي الحسن بن أحمد الحداد وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله ثم حدثني أبو أحمد عبد الملك بن محمد بن عبد الملك المستملي قال أنبأنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو مسعود عبد الرحيم بن أبي الوفاء الحاجي قال أنبأنا جدي لأمي أبو القاسم غانم بن محمد وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس أنبأنا يحيى بن حاتم العسكري أنبأنا بشر بن مهران أنبأنا شريك عن عثمان بن المغيرة عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال أول شئ علمته من أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قدمت مكة في عمومة لي فأرشدونا إلى العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم (4) فجلسنا إليه فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة له وفرة جعدة إلى أنصاف أذنيه أقنى الأنف براق الثنايا أدعج العينين وكث اللحية رقيق المسربة شثن الكفين والقدمين عليه ثوبان أبيضان كأنه القمر ليلة البدر يمشي على يمينه غلام أبيض (5) حسن الوجه مراهق أو محتلم تقوده (6) امرأة قد سترت محاسنها حتى قصد نحو الحجر فاستلمه ثم استلم الغلام ثم استلمت المرأة ثم طاف بالبيت سبعا والغلام والمرأة يطوفان معه قلنا يا أبا الفضل إن هذا الدين لم

(1) بالأصل: " شمشار " وفي خع: " سمسار " والمثبت عن ابن سعد.
(2) بالأصل " لاعدها أعدها لعدتها " والصواب عن ابن سعد.
(3) الأمهق: الشديد البياض الذي لا يخالط بياضه شئ من الحمرة، وليس بنير ولكن كلون الجص أو نحوه، يقول فليس هو كذلك (دلائل البيهقي 1 / 272).
(4) غير واضحة بالأصل وخع، والصواب عن مختصر ابن منظور 2 / 67.
(5) في خع والمختصر: " أمرد " وفي المطبوعة (السيرة 1 / 229): أجرد.
(6) في خع والمختصر: تقفوه.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480