تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٤٧٦
واقتلوني معه فإنكم إن تركتموه وأدرك مدرك الرجال ليسفهن أحلامكم ولينكدن أديانكم وليدعونكم إلى رب لا تعرفونه وإلى (1) دين تنكرونه [781] قالت فلما سمعت مقالته انتزعته من يده وقلت لأنت أعته منه وأجن ولو علمت أن هذا يكون من قولك ما أتيتك به أطلب لنفسك من يقتلك فإنا لا نقتل محمدا فاحتملته فأتيت به منزلي فما أتيت يعلم الله منزلا من منازل بني سعد بن بكر إلا وقد شممنا منه ريح المسك الأذفر وكان في كل يوم ينزل عليه رجلان أبيضان فيغيبان في ثيابه ولا يظهران فقال الناس رديه يا حليمة إلى (2) جده عبد المطلب وأخرجيه من أمانتك قالت فعزمت على ذلك فسمعت مناديا ينادي هنيئا لك يا بطحاء مكة اليوم يرد عليك النور (3) والدين والبهاء والكمال فقد أمنت أن تخذلين أو تحزنين (4) أبد الآبدين ودهر الداهرين قالت فركبت أتاني وحملت النبي (صلى الله عليه وسلم) بين يدي أسير حتى أتيت الباب الأعظم من أبواب مكة وعليه جماعة فوضعته لأقضي حاجة وأصلح شأني سمعت هدة (5) شديدة فالتفت فلم أره (6) فقلت معاشر الناس أين الصبي قالوا أي الصبيان قلت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الذي (7) نضر الله تعالى به وجهي وأغنى عيلتي وأشبع جوعتي ربيته حتى إذا أدركت به سروري وأملي أتيت به أرده وأخرج من أمانتي فاختلس من يدي من غير أن يمس قدميه الأرض واللات والعزى لئن لم أره لأرمين بنفسي من شاهق الجبل ولأتقطعن إربا إربا فقال الناس إنا لنراك غائبة عن الركبان ما معك محمد (8) قالت قلت الساعة كان بين أيديكم قالوا ما رأينا شيئا فلما آيسوني وضعت يدي على رأسي فقلت وا محمداه وا ولداه أبكيت الجواري الأبكار

(1) البيهقي: ودين.
(2) البيهقي: على.
(3) عن خع والبيهقي غير واضحة بالأصل.
(4) ما بين معكوفتين عن دلائل البيهقي، ومكان العبارة بياض بالأصل، وسقطت العبارة من خع.
(5) بالأصل وخع: " جدة " والمثبت عن البيهقي.
(6) بالأصل " فلم أر " بعدها بياض قدر كلمة، وفي خع: " فلم أر شيئا " والمثبت " فلم أره " عن الدلائل.
(7) بياض بالأصل، والمستدرك عن خع والدلائل.
(8) بالأصل وخع: " محمدا " والمثبت عن الدلائل.
(٤٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480