تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٣٢٨
خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة (1) جلدة تحتبي بفناء القبة (2) ثم تسقي وتطعم فسألوها تمرا أو لحما ليشتروا منها فلم يصيبوا من ذلك شيئا وكان القوم مرملين مسنتين (3) فنظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى شاة في كسر الخيمة فقال ما هذه الشاة يا أم معبد قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم قال هل بها لبن قالت هي أجهد من ذلك قال أتأذنين لي أن أحلبها قالت بأبي وأمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجاءت فمسح بيده ضرعها وسمى الله تبارك وتعالى ودعا لها في شاتها فتفاجت عليه ودرت واجترت فدعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثم حلب ثجا حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا ثم شرب آخرهم ثم أراضوا ثم حلب فيه ثانيا بعد بدء حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها فبايعها وارتحلوا عنها فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا تساوكن هزلا مخهن (4) قليل فلما رأى أبو معبد اللبن أعجب وقال من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاء عازب حيال ولا حلوب في البيت قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا قال صفيه لي يا أم معبد قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه نخلة ولم تزر به صعلة (5) وسيم قسيم في عينيه دعج وفي أشفاره غطف (6) وفي صوته صحل (7) وفي عنقه سطع وفي لحيته كثاثة (8) أزج أقرن إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحسنه (9) وأحلاه من قريب حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر كأن

(1) في خع: " بزرة جدرة ".
(2) بياض بالأصل مقدار كلمتين، والمثبت بين معكوفتين عن الروايات السابقة.
(3) بياض بالأصل قدر كلمة، والمثبت عما سبق من رواية. وفي رواية: مشتين.
(4) سقطت من الأصل واستدركت عما سبق من روايات، وفي خع: شحمهما.
(5) في خع: صقله.
(6) في خع: " عطف ".
قال القتيبي: سألت عنه الرياشي، فقال: لا أعرف العطف، وأحسبه غطف بالغين المعجمة، وهو أن تطول الأشفار ثم ثم تنعطف.
(7) الأصل وخع، وفي المطبوعة: صحل.
(8) الأصل وخع وفي المطبوعة: " كثاثة " وقد مر في رواية: كث اللحية.
(9) عن المطبوعة، وبالأصل وخع: وأحسنهم.
(10) الأصل وخع: " لا نذر " والصواب ما أثبت عما سبق من رواية.
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480