الكبار ما لا يعد ويحصى وروى عن النجوم والاعلام والأكابر ما لا يعد كثرتهم ثم لما قدم قدمه الثانية قبله أبو علي أحمد بن محمد بن رستم العامل وضمه إليه وأنزله المدينة وأحسن معونته وجعل له معلوما من دار الخراج لم يحذف له بعد أبي علي في الدولة الديلمية وكان يقبضه إلى أن مات وله بن يسمى محمدا وكناه أبا ذر وهي كنية ابنه رأيت بخط أحمد بن جعفر الفقيه سمعت أبا بكر بن أبي علي العدل رحمه الله يقول سأل والدي رحمه الله الطبراني رحمه الله عن كثرة حديثه فقال كنت أنام على البواري ثلاثين سنة وهو كما قال الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع الحافظ النيسابوري في مناقب أصحاب الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة قال سئل أحمد بن محمد بن حنبل الامام عن معنى هذا الحديث فقال إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم قال الحاكم البيع رحمه الله وفي مثل هذا قيل من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة ولقد أحسن أحمد بن حنبل رحمه الله في تفسير هذا الحديث أن الطائفة المنصورة التي تدفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا حجة الصالحين واتبعوا آثار السلف من الماضين ودمغوا أهل البدع والمخالفين بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله أجمعين من قوم آثروا قطع المفاوز والقفار على التثغم في الدمن والأوطار وتنعموا بالبؤس في الاسفار مع مساكنة العلم والاخبار وقنعوا عند جمع الأحاديث والآثار بوجود الكسر والأطمار وقد رفضوا الالحاد الذي تتوق إليه النفوس الشهوانية وتوابع ذلك من البدع والأهواء والمقاييس والآراء والزيغ جعلوا المساجد بيوتهم وأساطينها تكاهم وبواريها فرشهم ومن فضل الله ونعمه على الامام
(٤)