البردعي قال سمعت أبا زرعة الرازي يذكر عن محمد بن أبان قال سمعت وكيع بن الجراح رحمة الله عليه يقول من علامة الجهمية أن يسموا أصحاب الحديث مشبهة وكذلك قال عبد الله بن المبارك ووهب بن جرير وعاصم النبيل وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وقتيبة بن سعيد وعتبة بن وهب وحرب بن إسماعيل وأبو مسعود الرازي وأبو حاتم الرازي وأبو زرعة الرازي وبشر بن الوليد و عبد الله بن محمد بن النعمان وغيرهم من أئمة الدين رحمة الله عليهم أجمعين ومقصودنا من إيراد هذا الفصل ان الامام أبا القاسم الطبراني رحمه الله قد أقام نفسه بما قد نسبه أهل البدع والخلاف اقتداء بالأئمة السلف والصالحين قبله بهذه النسبة إليهم مع أن المبتدعة والمخالفين له كانوا يموتون على علو إسناده وكثرة أحاديثه وقد سمعوا منه ورووا عنه مع هذا ويطعنون عليه ويزعمون انه كان حشويا وهل يضر القمر نباح الكلب مع ما اني سمعت مشائخنا رحمة الله عليهم يقولون من نعتمد عليهم يقولون أملى الإمام أبو القاسم الطبراني رحمه الله في الجامع العتيق بأصبهان حديث عكرمة مولى بن عباس رضي الله تعالى عنه في الرؤية فأنكر عليه بن طباطبا العلوي ورماه بدواة كانت بين يديه إليه فلما رأى الطبراني ذلك منه واجهه بكلام اختصرته انا صيانة لقوم وقال في أثناء كلامه أما تسكتون وتشتغلون بما أنتم فيه ولا تزعجونا عما سكتنا حتى لا نذكر ما جرى يوم الحرة فلما سمع بن طباطبا ذلك منه قام واعتذر إليه وندم على ما فعل واستغفر فقبل الطبراني عذره وكان هذا من علمه الوافر بالأنساب والتواريخ وما جرى بين الناس في الخصومات والمجادلات وقد اختصرنا على هذا القدر فقد سكتنا عما سكت عنه الإمام أبو القاسم الطبراني رحمه الله وبلغني عنه أنه كان حسن المشاهدة طيب المحاضرة متدبرا قرأ عليه يوما أبو طاهر بن يونس
(١٧)