نعم قال فكم أتى لك من الدهر قال قد أفنيت الدنيا عمرها الا قليلا قال على ذاك قال كنت وأنا غلام بن أعوام أفهم الكلام وأمر بالآكام وآمر بافساد الطعام وقطيعة الأرحام قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس لعمرو الله عمل الشيخ المتوسم أو الشاب المتلوم قال زدني من التعذار إني تائب إلى الله انى كنت مع نوح في مسجده مع من آمن به من قومه فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى عليهم وأبكاني فقال لا جرم إني على ذلك من النادمين وأعوذ بالله ان أكون من الجاهلين قال قلت يا نوح إني ممن يشترك في دم السعيد قابيل بن آدم فهل تجد لي من توبة عند ربك قال يا هامة هم بالخير وافعله قبل الحسرة والندامة انى قرأت فيما انزل الله عز وجل علي أنه ليس من عبد تاب إلى الله بالغا ذنبه ما بلغ الا تاب الله عليه فقم فتوضأ واسجد لله سجدتين قال ففعلت من ساعتي ما أمرني به قال فناداني ارفع رأسك فقد أنزلت توبتك من السماء قال فخررت لله ساجدا وكنت مع هود في مسجده مع من آمن به من قومه فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى عليهم وأبكاني وقال لا جرم انى على ذلك من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين وكنت مع صالح في مسجده مع من آمن به من قومه فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى عليهم فأبكاني وكنت زوارا ليعقوب وكنت من يوسف بالمكان المكين وكنت ألقى إلياس في الأودية وأنا ألقاه الآن وانى لقيت موسى بن عمران فعلمني من التوراة وقال إن أنت لقيت عيسى بن مريم فأقرئه منى السلام وانى لقيت عيسى بن مريم فأقرأته من موسى السلام وان عيسى قال لي ان لقيت محمدا صلى الله عليه وسلم فأقرئه منى السلام قال فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عينيه وبكى ثم قال على عيسى السلام ما دامت الدنيا وعليك يا هامة بأدائك الأمانة
(٩٩)