العلل - أحمد بن حنبل - ج ١ - الصفحة ٨٠
وعكس هذا انقلب الامر على رؤس الاعتزال ودارت الدائرة عليهم.
فقد ذكر المسعودي في حوادث سنة 239 أنه سخط (المتوكل) على أحمد بن دؤاد وولده أبي الوليد محمد بن أحمد، وكان على القضاء، وأخذ من أبي الوليد مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار وجوهرا بأربعين ألف دينار، وحضر إلى بغداد، وقد كان أبو عبد الله أحمد بن أبي دؤاد فلج بعد موت عدوه ابن الزيات بسبعة وأربعين يوما.
وذكر ابن الأثير في الكامل في حوادث سنة 237 وفيه غضب المتوكل على أحمد بن أبي دؤاد، وقبض ضياعه وأملاكه وحبس ابنه أبا الوليد، وسائر أولاده فحمل أبا الوليد مائة ألف وعشرين ألف دينار وجواهر قيمتها عشرون ألف دينار، ثم صولح بعد ذلك على سنة عشر ألف درهم، وأشهد عليهم جميعا ببيع أملاكهم (1).
* - عتاب الإمام أحمد يرجو ويطلب من أصحاب الذين لهم مكانة معروفة بين الناس علما وديانة أن لا يسارعوا في التقية وأن لا يوافقوا في القول بخلق القرآن. وكان يرى أنهم لو صبروا كان عند الدولة لهم اعتبار وما سارعت في تنفيذ ما أراد المعتزلة منها، فلما تسارعوا في استعمال التقية ويقي الامام وقليل من الآخرين الذين ليست لهم كبير مكانة في الشعب هان على الدولة أن تأخذهم بحجة أن جمهور العلماء والفقهاء معها كما صارت موافقهم سببا لزلزله أفكار العامة واضطرابها أيضا.
وكان نقمة الامام بالأخص على أولئك الذين لم يدخلوا في المحنة ولم

(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»