العلل - أحمد بن حنبل - ج ١ - الصفحة ٧٩
الأحاديث. وبأحمد بن حنبل ثبت في المحنة لولا هؤلاء الأربعة لهلك الناس.
وقال ابن حبان: أغاث الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم وذلك أنه ثبت في المحنة وبذل نفسه لله حتى ضرب بالسياط للقتل فعصمه الله تعالى عن الكفر وجعله علما يقتدي به وملجأ يلجأ إليه (1).
* - أثر المحنة على المجتمع:
العاقبة للمتقين، فالمحنة التي اكتوى بنارها أهل الحديث وعلى رأسهم الإمام أحمد. استبدلت بالمنحة من عند الله تعالى فبدل أن كانوا في وقت ما في امتهان وامتحان جاء الوقت فصارت الكلمة لهم وأكرموا اكراما بالغا وأفل نجم المعتزلة الذين كانوا قد استحوذوا من قبل على السلطان واستعملوا القوة لايذاء أهل السنة ومنعهم من رواية روايات الصفات والرؤية وأمثالها.
فقد استقدم المتوكل المحدثين إلى سامراء وأجزل عطاياهم وأكرمهم وأمرهم أن يحدثوا بأحاديث الصفات والرؤية وجلس أبو بكر بن أبي شيبة.
في جامع الرصافة، فاجتمع إليه نحو من ثلاثين ألف نفس. وجلس أخوه عثمان في جامع المنصور فاجتمع إليه نحو من ثلاثين ألف نفس، وتوفر دعاء الخلق للمتوكل، وبالغوا في الثناء عليه، والتعظيم له، حتى قال قائلهم...
الخلفاء الثلاثة أبو بكر الصديق في قتل أهل الردة وعمر بن عبد العزيز في رد المظالم، والمتوكل في احياء السنة وأمانة التجهم (2).

(1) أنظر مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي.
(2) مفاتيح الفقه الحنبلي 1: 230 وهو عن تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 346.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»