العلل - أحمد بن حنبل - ج ١ - الصفحة ٧٧
وفي رواية ابن عبد الله عن أبيه: قال: وجه إلى الواثق أن أجعل المعتصم في حل من ضربه إياي فقلت ما خرجت من داره حتى جعلته في حل وذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يقوم يوم القيامة إلا من عفا فعفوت عنه.
ولا يرجى من إمام السنة إلا هذا الموقف النبيل لا يضمر حقدا على أحد لنفسه في حين أن أتباعه كانوا يريدون إثارته في بعض الأيام ولكنه لم يحد عن المنهج القويم قيد شعرة.
قال حنبل بن إسحاق ابن عم الامام في كتاب المحنة:
لما أظهر الواثق هذه المقالة، وضرب عليها وحبس جاء نفر إلى أبي عبد الله من فقهاء أهل البغداد منهم بكر بن عبد الله وإبراهيم بن علي المنجي، وفضل بن عاصم وغيرهم فأتوا أبا عبد الله فدخلت عليه فاستأذنت لهم، فدخلوا عليه. فقالوا له: يا أبا عبد الله، هذا الامر قد فشا وتفاقم، وهذا الرجل يفعل ويفعل، وقد أظهر ما أظهر، ونحن نخافه على أكثر من هذا وذكروا له أن ابن أبي دؤاد عزم على أن يأمر المعلمين بتعليم الصبيان، في الكتاب مع القرآن، القرآن كذا وكذا، فقال لهم أبو عبد الله: فماذا تريدون؟ قالوا: اتيناك لنشاورك فيما نريد، قال: فماذا تريدون؟ قالوا: ألا نرضى بإمرته ولا سلطانه، فناظرهم أبو عبد الله ساعة حتى قال لهم: فماذا يضرهم إن لم يتم هذا الامر، أليس قد صرتم من ذلك إلى المكروه؟ عليكم النكرة بقلوبكم ولا تخرجوا يدا من طاعة ولا تشقوا عصا المسلمين معكم ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين انظروا في عاقبة أمركم. ولا تعجلوا واصبروا حتى يستريح بركم أو يستراح من فاجركم ودار بينهم في ذلك كلام كثير لم احفظه، واحتج عليهم أبو عبد الله لهذا،

(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»