العلل - أحمد بن حنبل - ج ١ - الصفحة ٧٤
كان ضربا مبرحا شديدا جدا (1).
ويقول أشاباض أحد الجلادين: ضربت أحمد بن حنبل ثمانين سوطا، لو ضربته فيلا لهدمته (2).
وذكر أبو العرب التميمي في كتاب المحن عن أبي عمران موسى بن الحسن البغدادي الصقلي (3) قال: حضرت أمر أحمد بن محمد بن حنبل.
إذ أحضر (المعتصم) أحمد وأمر الجلادين، فعلقوه بين السماء والأرض، ووقف له ستين جلادا ثلاثين ناحية وثلاثين ناحية.. فقام إليه المعتصم فقال: ويحك يا أحمد إني أسأل الله أن لا يبتليني بك. ما تقول في القرآن؟ فقال: القرآن كلام الله وكلام الله غير مخلوق فأمر به فضرب. ثم سأله، فأعاد قوله الأول كلام الله فأمر فأعادوا عليه الضرب، ثم قام إليه فناشده الله في نفسه وأمر بمسورتين (4) فوضعتا تحت رجليه، فكان معلقا بين السماء والأرض، ثم سأله المعتصم عن القرآن، فقال له:
كلام الله وكلام الله غير مخلوق. فقال له رجل من الجلادين: يا أمير المؤمنين إن أردت ضربته سوطين أقتله فيهما، فضربه سوطين شق منهما خصريه وسالت أمعاءه. فأمر به فأخرج من الحديد وشد بثوب تام وصاح الناس والعامة، وخرج الجلادون، فقالوا مات أحمد وذكروا للعامة أنهم أخرجوا من رجليه الحديد وهو على وجهه، ثم خرج أبو إسحاق عدو الله من القصر وابن أبي دؤاد الزنديق في موكب عظيم فحالت العامة بين أبي إسحاق وبين الجسر حتى خاف على نفسه وأسمعوه ما يكدره (5).

(١) تاريخ ابن كثير ببعض الاختصار ١٠: ٣٣١ - ٣٣٥.
(٢) المنهج الأحمد ١: ٤١.
(٣) ترجمه في تاريخ بغداد ١٣: ٤٦ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
(4) المسورة متكأ من أدم.
(5) كتاب المحن 439 - 440 تحقيق يحيى الجبوري طبعة دار الغرب الاسلامي 1403.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»