أقتلت زيد بن الخطاب فقال أكرمه الله بيدي ولم يهني بيده فقال عمر كم ترى المسلمين قتلوا منكم يومئذ قال ألفا وأربعمائة يزيدون قليلا فقال عمر بئس القتلى قال أبو مريم الحمد لله الذي أبقاني حتى رجعت إلى الدين الذي رضي لنبيه عليه السلام وللمسلمين قال فسر عمر بقوله وكان أبو مريم قد قضى بعد ذلك على البصرة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون قال وحدثني عبد العزيز بن يعقوب الماجشون قالا قال عمر ابن الخطاب لمتمم بن نويرة ما أشد ما لقيت على أخيك من الحزن فقال كانت عيني هذه قد ذهبت وأشار إليها فبكيت بالصحيحة فأكثرت البكاء حتى أسعدتها العين الذاهبة وجرت بالدمع فقال عمر إن هذا لحزن شديد ما يحزن هكذا أحد على هالكه ثم قال عمر يرحم الله زيد بن الخطاب إني لأحسب أني لو كنت أقدر على أن أقول الشعر لبكيته كما بكيت أخاك فقال متمم يا أمير المؤمنين لو قتل أخي يوم اليمامة كما قتل أخوك ما بكيته أبدا فأبصر عمر وتعزى عن أخيه وكان قد حزن عليه حزنا شديدا وكان عمر يقول إن الصبا لتهب فتأتيني بريح زيد بن الخطاب قال بن جعفر فقلت لابن أبي عون أما كان عمر يقول الشعر فقال لا ولا بيتا واحدا قال أخبرنا محمد بن عمر قال وكان زيد بن الخطاب قتل يوم مسيلمة باليمامة سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق قال أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال أخبرنا عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن بن عمر قال قال عمر بن الخطاب لأخيه زيد بن الخطاب يوم أحد أقسمت عليك إلا لبست درعي فلبسها ثم نزعها فقال له عمر ما لك قال إني أريد بنفسي ما تريد بنفسك
(٣٧٨)