كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ١٤٥
والامام البروجردي اكتفى من ذلك بجمع أسانيد كل راو إلى الامام فقط، ورتبها في فهارس كاملة. هذا ما ابتكره الامام ولم يسبقه فيه غيره.
نعم، استخبار طبقة الرواة وشيوخهم وتلاميذهم من سند الأحاديث لم يتغافل عنه السابقون، كيف وإنهم يستدلون بذلك في كتبهم، وقد أكثر الشيخ محمد الأردبيلي في كتابه " جامع الرواة " منه. فإنه يلتقط في ترجمة الرجال، جملة من الأسانيد من الكتب الأربعة وغيرها، ويستدل بها على شيوخ الراوي وتلاميذهم وطبقته من دون استقصاء.
نعم، إن البروجردي ليس أول من تفطن والتفت إلى مدى تأثير الأسانيد في معرفة الرواة وطبقاتهم، وإنما الأستاذ أول من رتب الأسانيد واستقصاه في فهارس جامعة، وبذلك وضع أمام المحققين ذريعة محكمة للاستشراف على شتى أسانيد للرواة والانتفاع بها.
إن الأستاذ لما أحس بضرورة استقصاء الأسانيد التي وقع فيها اسم الراوي، وكانت الأسانيد مبعثرة مع أحاديثها في ثنايا الكتب، بحيث يصعب أو يستحيل الإحاطة بها عادة، تفطن بأنه يجب أن يلتقطها من مواضعها فيرتبها في قوائم وفهارس.
وابتدأ عمله هذا بأسانيد الكتب الأربعة وسماها، مرتب أسانيد الكافي "، ثم " مرتب أسانيد التهذيب " وهكذا. ثم انصرف إلى الكتب الأربعة الرجالية وكثير من غيرها من كتب الحديث مراعيا ترتيب الحروف.
وها نحن نعرض نموذجا من عمل الامام الأكبر حتى يعرف منها ما تحمله من المشاق في سد هذا الفراغ.
ومن لاحظ هذا الأنموذج، يعرف مدى ما لهذه الفهارس من الأثر في علم الرجال كما يقف على أسلوبها، ولتوضيح حال هذا الأنموذج نقول:
إن الشيخ الطوسي مؤلف " التهذيب والاستبصار " أخذ جميع ما يرويه في
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 149 151 152 ... » »»
الفهرست