كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ١٤٤
الكافي " و " مرتب أسانيد التهذيب "، ثم انصرف إلى ترتيب أسانيد الكتب الأربعة الرجالية وغيرها من كتب الحديث، مراعيا فيها ترتيب الحروف، فباستيفاء الأسانيد وقياس بعضها مع بعض يعرف جميع شيوخ الراوي وتلاميذه وطبقته وغيرها من الفوائد.
فبالرجوع إلى هذا الفهرس يعلم مقدار مشايخ الراوي وتلاميذه، كما يعرف من هو مشاركه في نقل الحديث وكان في طبقته، كما يعلم مشايخ كل واحد من هؤلاء الرواة وطرقهم إلى الامام.
الثاني: قام بتأليف كتاب باسم " طبقات الرجال " فقد جعل سلسلة الرواة من عصر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله إلى زمان الشيخ الطوسي اثنتي عشرة طبقة، فجعل الصحابة الطبقة الأولى، ومن أخذ عنهم الحديث الطبقة الثانية، وهكذا والعمل الثاني منتزع من العمل الأول أعني تجريد الأسانيد، وهذا الأثر النفيس، بل الآثار النفيسة بعد غير مطبوعة، بل مخزونة في مكتبته الشخصية العامرة، نسأل الله سبحانه أن يوفق أهل الجد والعلم للقيام بطبع هذه التركة النفيسة.
يقول الأستاذ " واعظ زاده " وهو يحدث عن الامام البروجردي في تلك الرسالة وأنه أحد من سلك هذا الطريق، وإن لم يكن مبتكرا في فتح هذا الباب:
" إن الاشراف على جميع روايات الراوي يستدعي جمعها في كراس واحد، وهذا ما عمله قديما علماء الحديث من الجمهور، وسموا هذا النوع من الكتب " المسند "، وكان الغرض الأهم لهم من هذا العمل، التلاقي مع الرواة في أحاديثهم. أما الشيعة الإمامية فلم يهتموا بالمسانيد وكان الامام البروجردي، يحبذ هذا العمل ويرغب طلاب العلم بالاشتغال به، ولا ريب أنه فراغ في حديثنا يجب أن يسد.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 149 151 ... » »»
الفهرست