قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٢٩٧
عنك عائشة؟ فأنكرت ذلك وقالت: ما قلت لها من ذلك شئ! فقال عمر: إن كان هذا حقا فأخبرينا حتى نتقدم فيه، فقالت: نعم قد قال ذلك النبي، فاجتمعوا أربعة على أن يسموا النبي، فنزل جبرئيل (عليه السلام) عليه بهذه السورة: (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم) يعني قد أباح الله لك أن تكفر عن يمينك (والله هو العليم الحكيم * وإذا أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه) يعني:
أظهر الله نبيه على ما أخبرت به وما هموا من قتله (عرف بعضه) أي، قال: لم أخبرت بما أخبرتك به (وأعرض عن بعض) أي: لم يخبرهم بما يعلم مما هموا به من قتله، قالت: من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير... الخ (1).
وقد عرفت أن البلاذري روى مثله عن محمد بن جبير بن مطعم بدون ذكر ذيله.
وفي الكشاف: روي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خلا بمارية في يوم عائشة وعلمت بذلك حفصة فقال لها: " أكتمي علي وقد حرمت مارية على نفسي، وأبشرك أن أبا بكر وعمر يملكان بعدي أمر أمتي " فأخبرت به عائشة وكانتا متصادقتين، وقيل: خلابها في يوم حفصة فأرضاها بذلك واستكتمها فلم تكتم، فطلقها واعتزل نساءه ومكث تسعا وعشرين ليلة في بيت مارية (إلى أن قال) في تفسير (فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض): قيل: المعرف حديث الإمامة والمعرض عنه حديث مارية. وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لها: ألم أقل لك: أكتمي علي؟ قالت:
والذي بعثك بالحق! ما ملكت نفسي فرحا بالكرامة التي خص الله بها أباها (2).
والصواب تفسير البعضين ما مر عن القمي، فإن همهما بما همتا مع أبويهما شئ لم يكن للنبي (صلى الله عليه وآله) بد سوى إعراضه عن ذكره دون حديث مارية، ويدل على كونه المراد قوله تعالى بعد: (وإن تظاهرا عليه... الآية).
وكيف كان: فالكلام يدل على أن إخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بملك الرجلين نظير

(١) تفسير القمي: ٢ / 375.
(2) تفسير الكشاف: 4 / 565 - 566.
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»
الفهرست