صخرة، فأسقطت وأهراقت الدماء فلم يزل بها مرضها ذلك حتى ماتت.
والأصل في وهم السائل قول أبي القاسم الكوفي كما مر في " خديجة " إلا أن ذاك قلنا مختبط لا عبرة بقوله، فزاد أنهما كانتا من هالة أخت خديجة ولم تكونا بنتي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وفي البلاذري: أن زوجها أسر مرتين، مرة في بدر فلما بعث أهل مكة في فداء أسراءهم بعثت زينب في فداء أبي العاص بمال وبعثت معه بقلادة كانت وهبتها خديجة لها حين أدخلتها على أبي العاص، فلما رآها النبي (صلى الله عليه وآله) عرفها فرق لها رقة شديدة وقال للمسلمين: إن رأيتم أن تردوا قلادة زينب عليها وتطلقوا أسيرها فافعلوا، فقالوا: نعم ونعمة عين، فأطلقه النبي (صلى الله عليه وآله) بعد أن توثق منه أن يبعث بزينب إليه، وأخرى في سنة ست خرج فيها أبو العاص إلى الشام في تجارة له، فلما انصرف بعث النبي (صلى الله عليه وآله) زيد بن حارثة في جمع فاستاق عيره وأسره فاستجار بزينب فأجارته، فلما صلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الصبح قالت زينب - وهي في صفة النساء -: " أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع " فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " أيها الناس، أسمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم، قال: فو الذي نفسي بيده! ما علمت بما كان حتى سمعت ما سمعتم، أنه يجير على المسلمين أدناهم " فدخل النبي (صلى الله عليه وآله) على زينب فقال: " يا بنية أكرمي مثواه ولا يخلصن إليك " وبعث إلى المسلمين ممن كان في السرية أنكم قد عرفتم مكان هذا الرجل منا فإن تردوا عليه ماله فإنا نحب ذلك، وإلا فأنتم أملك بفيئكم الذي جعله الله لكم، فقالوا: بل نرده، فردوا عليه جميع ما كان معه وأسلم أبو العاص فرد النبي (صلى الله عليه وآله) إليه زينب بنكاح جديد - ويقال: بالنكاح الأول - وكان لأبي العاص من زينب علي وأمامة، فأما علي فمات وهو غلام وأما أمامة فتزوجها علي (عليه السلام) بعد فاطمة (عليها السلام) (1).