قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٢٠٧
خرجنا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قلت له - وكنت أجرء عليه منا -: " من كنت يا رسول الله مستخلفا عليهم؟ " فقال: " خاصف النعل " فنزلنا فلم نر أحدا إلا عليا (عليه السلام)، فقلت:
يا رسول الله ما أرى أحدا إلا عليا، فقال: " هو ذاك " قالت عائشة: نعم أذكر ذلك، قالت: فأي خروج تخرجين بعد هذا؟ فقالت: إنما أخرج للإصلاح بين الناس، فقالت: أنت ورأيك (1).
وروى أعثم الكوفي في تاريخه أن ابن الزبير لما كان يحث خالته عائشة على الخروج وأنكر أن يكون أحد سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " علي بعدي ولي الناس " قالت أم سلمة له: إن لم تكن سمعت ذلك فهذه خالتك عائشة سلها أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي (عليه السلام): أنت خليفتي في حياتي وبعد مماتي " فصدقتها عائشة وقالت: نعم سمعت ذلك من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت أم سلمة لعائشة: لا تكوني صاحبة كلاب الحوأب ولا يغرنك الزبير وطلحة فإنما لا يغنيان عنك من الله شيئا (2).
وروى موسى بن قيس - وقد وثقه ابن معين كما في الذهبي - بإسناده عنها قالت: علي على الحق من تبعه فهو على الحق ومن تركه ترك الحق عهدا معهودا قبل يومه هذا (3).
وفي الطبري: أن أم سلمة قالت لعلي (عليه السلام): لولا أن أعصي الله فيك وأنك لا تقبله مني لخرجت معك وهذا ابني عمر، والله لهو أعز علي من نفسي يخرج معك فيشهد مشاهدك (4).
وفي تاريخ اليعقوبي: أن بسر بن أرطاة لما ورد المدينة من قبل معاوية في أيام علي (عليه السلام) وهددهم بالقتل إن تركوا البيعة لمعاوية أتى جابر الأنصاري أم سلمة وقال لها: إني أخاف أن أقتل وهذه بيعة ضلال، قالت له أم سلمة: إذن فبايع

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ٦ / ٢١٧.
(٢) كتاب الفتوح: ٢ / ٤٥٤ - ٤٥٥.
(٣) ميزان الاعتدال: ٤ / ٢١٧.
(٤) تاريخ الطبري: ٤ / 451.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست