قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٢١٨
في الثاني.
وأما خبر قرب الإسناد فقريب منه خبر الخصال (1) لكن الظاهر كون قوله:
" وزوجه رقية مكانها " محرف " وزوجه مكان رقية " لاتفاق السير على تزوج عثمان برقية أولا وأم كلثوم أخيرا.
ففي نسب قريش الزبيري: كانت رقية عند عتبة بن أبي لهب وأم كلثوم عند عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت: (تبت يدا أبي لهب) أمرهما أبوهما وأمهما ففارقاهما، فتزوج عثمان رقية بمكة وهاجرت معه إلى الحبشة فولدت له " عبد الله " وقدمت المدينة معه، وتخلف عن بدر عليها بأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانت مريضة فهلكت عنه، فزوجه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أم كلثوم فهلكت عنده (2).
هذا، وفي أنساب البلاذري: كان معاوية بن المغيرة بن أبي العاص - الذي جدع أنف حمزة ومثل به في من مثل - قد انهزم يوم أحد فمضى على وجهه فبات قريبا من المدينة، فلما أصبح دخل المدينة فأتى منزل عثمان فضرب بابه، فقالت له امرأته أم كلثوم بنت النبي (صلى الله عليه وآله): ليس هو هاهنا، فقال: إبعثي إليه (إلى أن قال) فأدخله عثمان داره وصيره في ناحية منها، ثم خرج إلى النبي (صلى الله عليه وآله) ليأخذ له منه أمانا، فسمع أن النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " إن معاوية بالمدينة وقد أصبح بها فاطلبوه " فقال بعضهم: ما كان ليعدو منزل عثمان فاطلبوه فيه، فدخلوا منزل عثمان فأشارت أم كلثوم إلى الموضع الذي صيره عثمان فيه، فاستخرجوه من تحت حمارة لهم فانطلقوا به إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال عثمان حين رآه: ما جئت إلا لأطلب له الأمان منك فهبه لي، فأجله ثلاثا وأقسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لئن وجدها بعدها بشيء من أرض المدينة وما حولها ليقتلن، فخرج عثمان فجهزه واشترى له بعيرا، ثم قال له:
ارتحل، فلما كان في اليوم الرابع قال النبي (صلى الله عليه وآله): إن معاوية أصبح قريبا فاطلبوه واقتلوه، فأصابوه قد أخطأ الطريق (إلى أن قال) بعد ذكره قتل عمار وزيد له،

(١) الخصال: ٤٠٤.
(2) نسب قريش: 22.
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست