قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١١ - الصفحة ٥٢٥
فادعى بعد وفاة أبي جعفر (عليه السلام) أنه فوض إليه أمره وجعله وصيه من بعده، ثم ترقى به الأمر إلى أن قال: كان علي نبيا ورسولا، وكذا الحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وأنا نبي ورسول، والنبوة في ستة من ولدي يكونون بعدي أنبياء آخرهم القائم، وكان يأمر أصحابه بحنق من خالفهم وقتلهم بالاغتيال، ويقول: من خالفكم فهو كافر مشرك فاقتلوه فإن هذا جهاد خفي.
وزعم أن جبرئيل يأتيه بالوحي من عند الله، وأن الله بعث محمدا بالتنزيل وبعثه - يعني نفسه - بالتأويل فطلبه خالد بن عبد الله القسري فأعياه، ثم ظفر عمر الخناق بابنه الحسين بن أبي منصور وقد تنبأ وادعى مرتبة أبيه وجبيت له الأموال وتابعه على رأيه ومذهبه بشر كثير وقالوا بنبوته، فبعث به إلى المهدي فقتله في خلافته وصلبه بعد أن أقر بذلك وأخذ منه مالا عظيما (1).
وفي كتاب الكشي في " محمد بن أبي مقلاص " - المتقدم - مسندا عن حصين ابن عمرو، وقال: كنت جالسا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له رجل: جعلت فداك! أن أبا منصور حدثني أنه رفع إلى ربه ومسح على رأسه وقال بالفارسية: " يا پسر! " فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): حدثني أبي عن جدي رسول الله قال: إن إبليس اتخذ عرشا في ما بين السماء والأرض، واتخذ زبانية بعدد الملائكة فإذا دعا رجلا فأجابه ووطئ عقبه وتخطت إليه الأقدام تراءى له إبليس ورفع إليه، وأن أبا منصور كان رسول إبليس، لعن الله أبا منصور (2).
واختلاف الشهرستاني والنوبختي لا يخفى، فالأول جعله عجليا ومثله السمعاني، وجعله الثاني عبديا، والأول قال: صلبه يوسف أيام هشام، والثاني قال: طلبه خالد القسري فأعياه.
[911] أبو منصور الكسف مر في سابقه، وفيه قيل:

(1) فرق الشيعة: 38.
(2) الكشي: 303.
(٥٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 530 ... » »»