قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١١ - الصفحة ٤٢
ويرد عليه - غير ما مر في سابقه - أنه لم لم يكتب التواريخ والمقاتل من العامة والخاصة مع كثرتها ذلك غيره، فلعله رأى ما كتبه في المنام!!
ثم روى خبرا عن الحسن بن الحسن أن عمته زينب لما خرجت من المدينة خرج معها من نساء بني هاشم فاطمة ابنة الحسين (عليه السلام) وأختها سكينة، والأمر فيه كما في سابقه.
ثم روى عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري قال: رأيت زينب بنت علي بمصر بعد قدومها بأيام، فوالله! ما رأيت مثلها وجها كأنه شقة قمر. وكفى خزيا لصاحب الكتاب بتضمنه مثل ما كتب!!
ثم قال: وبالسند المرفوع إلى رقية بنت عقبة بن نافع الفهري قالت: كنت في من استقبل زينب بنت علي لما قدمت مصر بعد المصيبة، فتقدم إليها مسلمة بن مخلد وعبد الله بن الحارث وأبو عميرة المزني فعزاها مسلمة وبكى، فبكت وبكى الحاضرون، وقالت: (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون) ثم احتملها إلى داره بالحمراء، فأقامت به أحد عشر شهرا وخمسة عشر يوما، وتوفيت وشهدت جنازتها، وصلى عليها مسلمة بن مخلد في جمع بالجامع، ورجعوا بها فدفنوها بالحمراء بمخدعها من الدار بوصيتها.
وكفى به وقاحة لصاحب الكتاب! فإن مسلمة بن مخلد كان ممن خالف أمير المؤمنين (عليه السلام) وشهد قتل محمد بن أبي بكر مثل معاوية بن حديج، ففي تاريخ الطبري في مخالفة العثمانيين مع محمد بن أبي بكر لما جاء إلى مصر من قبل أمير المؤمنين (عليه السلام): فكتب عند ذلك معاوية إلى مسلمة بن مخلد الأنصاري وإلى معاوية بن حديج الكندي - وكانا خالفا عليا -: فاصبروا وصابروا عدوكما، وادعوا المدبر إلى هداكما، وكان الجيش قد أظل عليكما (إلى أن قال في جواب مسلمة لمعاوية) عجل علينا خيلك ورجلك، فإن عدونا قد كان علينا حربا وكنا فيهم قليلا، فقد أصبحوا لنا هائبين وأصبحنا لهم مقرنين، فإن يأتنا الله بمدد من
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»