أذن ليوسف (عليه السلام) (1). وأما ما في ذيل الخبر " وأما يوسف فالسجن " فمن تصرفات الواقفة وخلط كلامهم به غلطا، فيوسف (عليه السلام) كما سجن القي في الجب، وشري بثمن بخس، وراودته التي هو في بيتها... إلى غير ذلك من أحواله المؤقتة، وإنما حاله المستمر غيبته وانقطاع خبره فالواجب أن تحمل السنة عليها حسب قاعدة التشبيه. وفي الغيبة روى أبو بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: في القائم (عليه السلام) شبه من يوسف، قلت: ما هو؟ قال: الحيرة والغيبة (2).
وبعد ما ذكرنا ظهر لك أنه لا طعن محقق فيه سوى قول علي بن فضال بأنه كان مخلطا، وبعد كونه فطحيا لا عبرة بقوله، ولعله استند إلى بعض الأخبار المطلقة التي نقلناها من ترجمة ليث، إلا أن سبيلها سبيل أخبار الطعن في باقي الأجلة، كزرارة ومحمد بن مسلم وبريد وهشام بن الحكم.
ومما يدل على جلاله قول الكشي: اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) وانقادوا لهم، فقالوا: أفقه الأولين ستة: زرارة ومعروف بن خربوذ وبريد وأبو بصير الأسدي.
وقول المصنف تبعا للقهبائي بأن المراد بأبي بصير الأسدي هو " عبد الله بن محمد " - المتقدم - غلط، وقد عرفت عدم وجوده، وتصريح أئمة الفن بأن أبا بصير الأسدي " يحيى " هذا.
ثم إن الكشي وإن قال في آخر كلامه: " وقال بعضهم مكان أبي بصير الأسدي، أبو بصير المرادي " إلا أنه غير مضر، بعد كون الأكثر قائلين بالأول.
هذا، وظهر مما نقلنا عن جمع من عنوانه بلفظ: " يحيى بن أبي القاسم واسم أبي القاسم إسحاق " أن عنوانه ب " يحيى بن القاسم " كما فعل الشيخ في الفهرست واختاره النجاشي وذهب إليه الشيخ في الرجال في أصحاب الصادق (عليه السلام) غير صحيح.
كما ظهر مما مر أن قول النجاشي: " وقيل: أبو محمد " في غير محله، فإن