قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٤٩٤
تضمن ما قاله من إشارة هاني بقتل ابن زياد مقاتل أبي الفرج (1) ومثير ابن نما (2) وسياسة ابن قتيبة (3).
قلت: إنما هو في سياسة ابن قتيبة، لكن فيه ما لم يقل به أحد، ففيه: أن ابن زياد ضرب عنق هاني لما أدخل عليه، ثم أرسل جماعة إلى مسلم. وأما أبو الفرج فقال:
" إن ابن زياد عاد شريكا ومنع هاني مسلما أن يقتله في داره ". وكذلك الدينوري في أخباره (4)، بل روى الطبري عن أبي مخنف عيادة ابن زياد أولا لهاني وثانيا لشريك، وقال في كل منهما: إن هانيا منع من قتله، فقال - بعد ذكر بعث ابن زياد مولاه معقلا للفحص ورؤيته مسلم بن عوسجة وقبل وروده على مسلم -: مرض هاني فجاءه عبيد الله عائدا له، فقال له عمارة بن عبيد السلولي: إنما جماعتنا وكيدنا قتل هذا الطاغية، فقد أمكنك الله منه فاقتله، قال هاني: ما أحب أن يقتل في داري، فخرج فما مكث إلا جمعة حتى مرض شريك بن الأعور، وكان كريما على ابن زياد (إلى أن قال) فقام مسلم ليدخل، وقال له شريك: لا يفوتنك إذا جلس، فقام هاني إليه فقال: إني لا أحب أن يقتل في داري، كأنه استقبح ذلك (5).
وأما ابن نما فإنما نسب المنع إلى جارية هاني، فقال: قال شريك لمسلم: ما منعك من الخروج؟ قال: هممت بالخروج فتعلقت بي امرأة وقالت: نشدتك الله! إن قتلت ابن زياد في دارنا، وبكت في وجهي، فرميت السيف وجلست، قال هاني:
يا ويلها! قتلتني وقتلت نفسها، والذي فرت منه وقعت فيه (6).
وأما الطريحي، فإن صح ما نسب إليه فليست بكتابه عبرة، ففيه أمور منكرة كثيرة.
وفي الطبري: لما نزل الحسين (عليه السلام) في الطريق الثعلبية قال الأسديان - اللذان كانا يسايرانه في الطريق -: أخبرنا الراكب الذي استقبلك أمس أنه لم يخرج من

(٤٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 ... » »»