قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٤٣١
أن يعطوه عشرة آلاف درهم، ثم أقبل على علي بن الحسين (عليهما السلام) فأخبره الخبر، فقال: إني لأعلم أنهم سيغدرون بك فلا يفون لك، انطلق يا أبا خالد فخذ بأذن الجارية اليسرى، ثم قل: يا خبيث! يقول لك علي بن الحسين أخرج من هذه الجارية ولا تعود، ففعل أبو خالد ما أمره وخرج منها فأفاقت الجارية، وطلب أبو خالد الذي شرطوا له فلم يعطوه، فرجع أبو خالد مغتما كئيبا فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): مالي أراك كئيبا يا أبا خالد؟ ألم أقل لك: إنهم يغدرون بك، دعهم فإنهم سيعودون إليك فإذا لقوك فقل لهم: لست أعالجها حتى تضعوا المال على يدي علي بن الحسين فإنه لي ولكم ثقة، فرضوا ووضعوا المال على يدي علي بن الحسين (عليه السلام) فرجع أبو خالد إلى الجارية فأخذ بأذنها اليسرى ثم قال: يا خبيث!
يقول لك علي بن الحسين (عليهما السلام): أخرج من هذه الجارية ولا تعرض لها إلا بسبيل خير، فإنك إن عدت أحرقتك بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة، فخرج منها ولم يعد إليها ودفع المال إلى أبي خالد فخرج إلى بلاده (1).
ويأتي - في يحيى بن أم الطويل - خبر وفيه: وأما أبو خالد الكابلي فهرب إلى مكة وأخفى نفسه فنجا.
وعن إعلام الورى: قال الصادق (عليه السلام): كان أبو خالد يقول بإمامة محمد بن الحنفية فقدم من كابل إلى المدينة، فسمع محمدا يخاطب علي بن الحسين (عليه السلام) فيقول: يا سيدي! فقال له: أتخاطب ابن أخيك بمالا يخاطبك بمثله، فقال: إنه حاكمني إلى الحجر الأسود... الخبر (2).
وروى مولد صادق الكافي عنه (عليه السلام) قال: كان سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد بن أبي بكر وأبو خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين (عليهما السلام) (3).
أقول: وقال الشيخ في رجاله في آخر الواو من أصحاب الصادق (عليه السلام):
وردان أبو خالد الكابلي الأصغر، روى عنهما (عليهما السلام) والأكبر كنكر.

(١) الكشي: ١٢٠ - ١٢٣.
(٢) إعلام الورى: ٢٥٤.
(٣) الكافي: ١ / 472.
(٤٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 ... » »»