قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٤٣٠
جعلت فداك! إن لي حرمة ومودة وانقطاعا، فأسألك بحرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) إلا أخبرتني أنت الإمام الذي فرض الله طاعته على خلقه؟
قال: فقال يا أبا خالد حلفتني بالعظيم، الإمام علي بن الحسين علي وعليك وعلى كل مسلم. فأقبل أبو خالد لما أن سمع ما قاله محمد بن الحنفية جاء إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) فلما استأذن عليه أخبر أن أبا خالد بالباب، فأذن له، فلما دخل عليه دنا منه قال: مرحبا يا كنكر! ما كنت لنا زائرا، ما بدا لك فينا؟ فخر أبو خالد ساجدا شاكرا لله تعالى مما سمع من علي بن الحسين (عليه السلام) فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى عرفت إمامي، فقال له علي (عليه السلام): وكيف عرفت إمامك يا أبا خالد؟ قال: إنك دعوتني باسمي الذي سمتني أمي التي ولدتني، وقد كنت في عمياء من أمري، ولقد خدمت محمد بن الحنفية دهرا من عمري، ولا أشك إلا أنه إمام، حتى إذا كان قريبا سألته بحرمة الله وحرمة رسوله وحرمة أمير المؤمنين (عليه السلام) فأرشدني إليك وقال: هو الإمام علي وعليك وعلى جميع خلق الله كلهم، ثم أذنت لي فجئت فدنوت منك سميتني باسمي الذي سمتني أمي، فعلمت أنك الإمام الذي فرض الله طاعته علي وعلى كل مسلم. ابن مهران والحسن وأبوه كلهم كذا روى.
وعن خطه عنه، عنه، عن علي بن محمد، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: خدم أبو خالد الكابلي علي بن الحسين (عليه السلام) دهرا من عمره، ثم إنه أراد أن ينصرف إلى أهله، فأتى علي ابن الحسين (عليهما السلام) فشكى إليه شدة شوقه إلى والديه، فقال: يا أبا خالد يقدم غدا رجل من أهل الشام له قدر ومال كثير وقد أصاب بنتا له عارض من أهل الأرض، ويريدون أن يطلبوا من يعالجها، فإذا أنت سمعت قدومه فأته وقل له: أنا أعالجها لك على ديتها عشرة آلاف درهم، فلا تطمئن إليهم، وسيعطونك ما تطلب منهم؛ فلما أصبحوا قدم الرجل ومن معه بها - وكان رجلا من عظماء أهل الشام في المال والمقدرة - فقال: أما من معالج يعالج بنت هذا الرجل؟ فقال أبو خالد: أنا أعالجها على عشرة آلاف درهم، فإن وفيتم وفيت لكم على أن لا يعود إليها أبدا، فشرطوا
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»