قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ١٩٦
حين قبض، فقال: ما يقعدكما؟ قالا: ننتظر هذا الرجل يخرج فنبايعه - يعنيان عليا (عليه السلام) - فقال: " أتريدون أن تنتظروا خيل الحلبة من أهل هذا البيت؟ وسعوها في قريش تتسع " فقاما إلى سقيفة بني ساعدة (1).
وفي الخبر عن جابر: تمثل إبليس أربع صور: تصور يوم قبض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في صورة المغيرة بن شعبة، فقال: أيها الناس لا تجعلوها كسرانية ولا قيصرانية وسعوها تتسع، فلا تردوها في بني هاشم فينتظر بها الحبالى... الخبر (2). وفيه: تصور يوم بدر بصورة سراقة بن مالك المدلجي، ويوم العقبة في صورة منبه بن الحجاج، ويوم اجتماع قريش في دار الندوة في صورة شيخ من أهل نجد (3).
وأما الثاني، ففي خلفاء ابن قتيبة: قال المغيرة لأبي بكر: أترى أن تلقوا العباس فتجعلوا له في هذا الأمر نصيبا يكون له ولعقبه، وتكون لكما الحجة على " علي " وبني هاشم إذا كان العباس معكم، فانطلق أبو بكر وعمر وأبو عبيدة حتى دخلوا على العباس... الخ (4).
ولقد شكر له عمر فعله، فلما شهد عليه أبو بكرة ونافع بن الحارث بن كلدة وشبل بن معبد بزناه كالميل في المكحلة منع عمر زيادا أن يشهد فيرجم، فقال لما رآه - كما في الأغاني -: " إني لأرى رجلا لن يخزي الله على لسانه رجلا من المهاجرين (5) " مع أن نفاقه كان معلوما عند كل أحد. وقد صرح بنفاقه عثمان وعبد الرحمن بن عوف، ففي الطبري - بعد ذكر إنكار الناس على عثمان توليته ابن عامر - فقال عثمان: وليت شبيها بمن كان عمر يولي، أنشدك الله يا علي! هل تعلم أن المغيرة بن شعبة ليس هناك؟ قال: نعم، قال: فتعلم أن عمر ولاه؟ قال: نعم، قال:
فلم تلومني أن وليت ابن عامر (6).
وفي الطبري - بعد ذكر بيعة عبد الرحمن لعثمان - قال المغيرة بن شعبة لعبد

(١) شرح نهج البلاغة: ٦ / ٤٣ - ٤٤.
(٢) بحارالأنوار: ٦٣ / ٢٣٣.
(٣) شرح نهج البلاغة: ١٤ / ١٠١.
(٤) الإمامة والسياسة: ١ / ١٥.
(٥) الأغاني: ١٤ / ١٤٦.
(٦) تاريخ الطبري: ٤ / 338.
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»