من فضل علي شيئا أجهله، بل أنا أعلم بذلك، ولكن هذا السلطان قد ظهر وقد أخذنا بإظهار عيبه للناس، فنحن ندع كثيرا مما أمرنا به ونذكر الشيء الذي لا نجد بدا منه، ندافع به هؤلاء القوم عن أنفسنا، فإن كنت ذاكرا فضله فاذكره بينك وبين أصحابك وفي منازلكم سرا... الخ (1).
وفي نقض عثمانية الإسكافي، عن عبد الله بن ظالم: لما بويع معاوية أقام المغيرة خطباء يلعنون عليا (عليه السلام) (2).
وفي الطبري: قال رجل للمغيرة: ما أرى معاوية إلا قد قلاك، رأيت ابن خنيس كاتبك عند سعيد بن العاص يخبره أن معاوية يوليه الكوفة (إلى أن قال) فقال: رويدا أدخل على يزيد، فدخل عليه فعرض له بالبيعة فأدى ذلك يزيد إلى أبيه، فرد معاوية المغيرة إلى الكوفة، فأمره أن يعمل في بيعة يزيد... الخ (3).
وفي البلاذري - في دفن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) -: وسقط خاتم المغيرة في القبر، فقال له علي (عليه السلام): إنما أسقطته عمدا لتنزل فتأخذه، وتقول: كنت آخر من نزل في قبر النبي وأقربهم عهدا به، فنزل قثم بن العباس وأخرج خاتم المغيرة (4).
وفي الأغاني: كان بين المغيرة وبين مصقلة بن هبيرة تنازع، فضرع له المغيرة وتواضع في كلامه حتى طمع فيه مصقلة واستعلى عليه فشتمه وقذفه، فقدمه المغيرة إلى شريح وهو القاضي يومئذ فأقام عليه البينة فضربه الحد، فآلى مصقلة ألا يقيم ببلدة فيها المغيرة ما دام حيا، وخرج إلى بني شيبان إلى أن مات المغيرة، فدخل الكوفة وانطلق حتى وقف على قبره، فقال: ما مثلك إلا كما قال مهلهل في أخيه كليب:
إن تحت الأحجار حزما وعزما * وخصيما ألد ذا مغلاق حية في الوجار أربد لا ينفع * منه السليم نفث الراقي (5)