قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ١٦١
اليوم! قال: وما هو؟ قلت: معلى بن خنيس، قال: رحم الله معلى قد كنت أتوقع ذلك، لأنه أذاع سرنا وليس الناصب لنا حربا بأعظم مؤنة علينا من المذيع علينا سرنا، فمن أذاع سرنا إلى غير أهله لم يفارق الدنيا حتى يعضه السلاح أو يموت بخبل.
وعن إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي، عن أحمد بن إدريس القمي المعلم، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن حفص الأبيض التمار، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) أيام طلب المعلى بن خنيس، فقال لي: يا حفص إني أمرت المعلى فخالفني فابتلي بالحديد؛ إني نظرت إليه يوما وهو كئيب حزين، فقلت: يا معلى كأنك ذكرت أهلك وعيالك، قال: أجل، قلت: أدن مني، فدنا مني فمسحت وجهه، فقلت: أين تراك؟ فقال: أراني في أهلي وهوذي زوجتي وهذا ولدي، فتركته حتى تملأ منهم، واستترت منهم حتى نال ما ينال الرجل من أهله. ثم قلت: أدن مني فدنا مني فمسحت وجهه، فقلت: أين تراك؟ قال أراني معك في المدينة. قال، قلت:
يا معلى إن لنا حديثا من حفظه علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه، يا معلى لا تكونوا أسراء في أيدي الناس بحديثنا إن شاؤوا منوا عليكم وإن شاؤوا قتلوكم؛ يا معلى أنه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه وزوده القوة في الناس، ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت بخبل، يا معلى أنت مقتول فاستعد (1). ورواه البصائر (2).
وروى الكافي والتهذيب، عن الوليد بن صبيح، قال: جاء رجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) يدعي على المعلى بن خنيس دينا عليه، وقال: ذهب بحقي. فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): ذهب بحقك الذي قتله، ثم قال للوليد: قم إلى الرجل فاقضه من حقه فإني أريد أن أبرد عليه جلده الذي كان باردا عليه (3).

(١) الكشي: ٣٧٦ - ٣٨٢.
(٢) بصائر الدرجات: ٤٢٣، الجزء الثامن، باب ١٣.
(٣) الكافي: ٥ / ٩٤، التهذيب: ٦ / 186.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»