قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ٩ - الصفحة ١١٦
اسمه - عن علي بن جعفر بن محمد، قال: جاءني محمد بن إسماعيل بن جعفر يسألني أن أسأل أبا الحسن موسى (عليه السلام) أن يأذن له في الخروج إلى العراق، وأن يرضى عنه ويوصيه بوصية، قال: فتجنبت حتى دخل المتوضى وخرج، وهو وقت كان يتهيأ لي أن أخلو به وأكلمه، فلما خرج قلت له: ابن أخيك محمد بن إسماعيل يسألك أن تأذن له في الخروج إلى العراق، وأن توصيه فأذن له. فلما رجع إلى مجلسه قام محمد بن إسماعيل وقال: يا عم أحب أن توصيني، فقال: اوصيك أن تتق الله في دمي! فقال:
لعن الله من سعى في دمك! ثم قال: يا عم أوصني، فقال اوصيك أن تتق الله في دمي!
قال: ثم ناوله صرة فيها مائة وخمسون دينارا، فقبضها ثم أمر له بألف وخمسمائة درهم كانت عنده; فقلت له في ذلك فاستكثرته، فقال: هذا ليكون أوكد لحجتي إذا قطعني ووصلته. قال: فخرج إلى العراق، فلما ورد حضرة هارون أتى باب هارون بثياب طريقه قبل أن ينزل، واستأذن على هارون وقال للحاجب: قل لأمير المؤمنين أن محمد بن إسماعيل بن جعفر بالباب، فقال الحاجب: انزل أولا وغير ثياب طريقك وعد لادخلك عليه بغير إذن فقد نام أمير المؤمنين في هذا الوقت، فقال: أعلم أمير المؤمنين أني حضرت ولم تأذن لي. قال: فدخل الحاجب وأعلم هارون قول محمد بن إسماعيل، فأمره بدخوله، فدخل وقال: يا أمير المؤمنين خليفتان في الأرض موسى بن جعفر بالمدينة يجبى له الخراج وأنت بالعراق يجبى لك الخراج! فقال: والله؟
فقال: والله. قال: فأمر له بمائة ألف درهم، فلما قبضها وحمل إلى منزله أخذته الريحة في جوف ليلته فمات! وحول من الغد المال الذي حمل إليه (1) ورواه الكافي (2).
ثم قال الكشي: وروى موسى بن القاسم البجلي، عن علي بن جعفر قال: سمعت أخي موسى بن جعفر يقول: قال أبي لعبد الله أخي: «إليك ابني أخيك! فقد ملياني بالسفه، فإنهما شرك شيطان» يعني محمد بن إسماعيل بن جعفر وعلي بن إسماعيل:
وكان عبد الله أخاه لأبيه وأمه (3).

(١) الكشي: ٢٦٣.
(٢) الكافي: ١ / 485.
(3) الكشي: 265.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»